حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره ، تصبح العباده عاده ، والصلاة حركات ، والصوم جوعاً ، والذكر تمايلاً ، والزهد تحايلاً ، والخشوع تماوتاً ، والعلم تجملاً ، والجهاد تفاخراً ، والورع سخفاً ، والوقار بلادة ، والفرائض مهملة ، والسنن مشغلة .
وحينئذٍ يرى أدعياء الدين ، عسف الظالمين عدلاً ، وباطلهم حقاً ، وصراخ المستضعفين تمرداً ،ومطالبتهم بحقهم ظلماً ، ودعوة الإصلاح فتنةً ، والوقوف في وجه الظالمين شراً .
وحينئذٍ تصبح حقوق الناس مهدورة ، وأباطيل الظالمين مقدسة ، وتختل الموازيين ،
فالمعروف منكر ، والمنكر معروف .
وحينئذٍ يكثر اللصوص بإسم حماية الضعفاء، وقطاع الطرق بإسم مقاومة الظالمين ،
والطغاة بإسم تحرير الشعب ، والدجالون بإسم الهداية والإصلاح ، والملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعب .