الدعاء</B> :
الخلق كلهم مفتقرون إلى الإله , محتاجون لما عنده , وهو غني عنهم , غير محتاج إليهم .
وقد أوجب الله على عباده الدعاء , فقال سبحانه وتعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60 أي : عن دعائي ,
وقال صلى الله عليه وسلم "مَنْ لَمْ يَسْأَلٍ اللَّه يَغْضَبْ عَلَيْهِ "
ومع هذا فالله سبحانه وتعالى يفرح بسؤال عباده إياهُ , ويحب المُلحين عليه ويدنيهم منه .
ولقد استشعر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر فكان أحدهم لايحتقر شيئاً أن يسأل الله إياه ولا يُنزلون مسائلهم على أحد من خلقه , وماذاك إلا لتعلقهم بربهم وقربهم منه وقربه منهم امتثالاً لقوله عز وجل :{{[وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
والدعاء له منزلة عظيمة عند الله فهو أكرم شيء على الله , وقد يرد القضاء , ودعاء المسلم مستجاب ولاشك إن وجدت الأسباب وانتفت الموانع , ويعطى الداعي أحد أمور ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثله" قالوا: إذاً نكثر. قال: "الله أكثر". رواه الترمذي وأحمد.
أنواع الدعاء :</B>
هو نوعان :
1) دعاء عبادة : كالصلاة والصيام
2) دعاء مسألة وطلب
تفاصيل الأعمال : هل قراءة القرآن أفضل , أم الذكر , أم الدعاء والطلب ؟</B>
قراءة القرآن أفضل الأعمال مطلقاً , ثم الذكر والثناء , ثم الدعاء والطلب , وهذا من حيث الإجمال , ولكن قد يعرض للمفضول مايجعله أولى من الفاضل , فالدعاء يوم عرفة أفضل من قراءة القرآن , والإنشغال بالأذكار الواردة دبر الصلوات المكتوبة أولى من قراءة القرآن
أسباب إجابة الدعاء : هناك أسباب ظاهرة وأسباب باطنة :</B>
1) الأسباب الظاهرة : تقديم الأعمال الصالحة , كالصدقة والوضوء , والصلاة , واستقبال القبلة , ورفع اليدين , والثناء على الله عز وجل بما هو أهله , واستعمال أسماء الله وصفاته بما يتناسب مع المدعو به , فإذا كان الدعاء بطلب الجنة يكون التضرع بفضله ورحمته , وإذا دعي على ظالم مثلاً فلا يستخدم اسم الرحمن أو الكريم وإنما يستعمل اسم الجبار , القهار ,
ومن الأسباب الصلاة على النبي في أوله ووسطه وآخره , والإقرار بالذنوب , وشكر الله على نعمه ,
واغتنام الأوقات الفاضلة التي ورد الدليل بأنها مظنة الإجابة , وهي كثيرة ومنها *
في اليوم والليله : ثلث الليل الآخر حين ينزل الله عز وجل إلى السماء لادنيا , وبين الأذان والإقامة , وبعد لاوضوء , وفي السجود , وقبل السلام من الصلاة , وأدبار الصلوات , وعند ختم القرآن , وعند صياح الديك , وأثناء السفر , ودعوة المظلوم , ودعوة المضطر,
ودعوة الوالد لولده , ودعوة المسلم لأخيه في ظهر الغيب , وعند لقاء العدو في الحرب
* في الأسبوع : يوم الجمعة , وخاصة في آخر ساعة منه ,
* في الأشهر : شهر رمضان عند الفطر وعند السَّحَر , وليلة القدر , ويوم عرفة ,
* في الأماكن الشريفة : في المساجد عموماً , وعند الكعبة وخاصة عند الملتزم , وعند مقام إبراهيم عليه السلام ,وفوق الصفا والمروة , وفي عرفات ومزدلفة ومنى أيام الحج , وعند شرب ماء زمزم ... وغيرها
2)</B> الأسباب الباطنة :وذلك بتقديم التوبة الصادقة , ورد المظالم , وإطابة المطعم والمشرب والملبس والمسكن , وأن يكون من الكسب الحلال والإكثار من الطاعات , واجتناب المحرمات , والتعفف عن الشبهات والشهوات , وحضور القلب في أثنائه , والثقة بالله , وقوة الرجاء , واللجوء إلى الله , والتضرع , والإلحاح , وتفويض الأمر إليه , وقطع النظر عن سواه .
موانع إجابة الدعاء:</B> قد يدعو الإنسان ولا يستجاب له أو تتأخر الإجابة , والأسباب كثيرة منها : دعاء غير الله مع الله , والتفضيل في الدعاء كالإستعاذة من حر جهنم وضيقها وظلمتها مع أنه يكفي عن هذا التفصيل الإستعاذة من النار فقط ,
ودعاء المسلم على نفسه أو غيره ظلماً , والدعاء بالإثم وقطيعة الرحم , وتعليق الدعاء بالمشيئة بقول : ( اللهم اغفر لي إن شئت ) ونحوها ,
واستعجال الإجابة حيث يقول : دعوت ولم يستجب لي , والاستحسار : وهو ترك الدعاء تعباً أو مللاً , والدعاء بقلب غاقل لاه , وعدم التأدب بين يدي الله , وقد سمع النبي صلى الله عليه وسل رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي فقال النبي : { عجل هذا! } ثم دعاه فقال له ولغيره: { إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء } [رواه أبو داود والترمذي
والدعاء بأمر قد فرغ منه, كأن يدعو بالخلود في الدنيا , وكذلك السجع المتكلف في الدعاء , قال عز وجل { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } , قال ابن عباس رضي الله عنه فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب ) [رواه البخاري].
كذلك الإفراط في رفع الصوت في الدعاء قال عز وجل : (( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً)) (الاسراء:110)
قالت عائشة رضي الله عنها : " أنزل هذا في الدعاء " .
ومن المستحب أن يرتب الداعي دعاءهُ كما يلي : </B>أولاً : الحمد والثناء .
ثانياً : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً : التوبة والإقرار بالذنب .
رابعاً : شكر الله على نعمه .
خامساً : الشروع في الدعاء والحرص على جوامعه وماثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف .
سادسا : ختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
في هذا الزمان كثرت الملهيات وضاق الوقت ,, الأهل والأباء كل اهتمامهم ومجهودهم مركز على دراسة اولادهم ودرجاتهم ولباسهم ومأكلهم ومشربهم ونومهم ولعبهم وتسليتهم وترفيههم ,, ونادرا مانجد منهم من يعلم ابنه كيفية الدعاء ويعلمه اهميته او يشجعه على حفظ الاذكار كما يحفظه اناشيد طيور الجنة وغيرها ,,
اتمنى من الجميع ان يحرصوا على تعليم اولادهم والصغار عموماً الدعاء وحفظهم للأدعية والأذكار ,, واكيد الكل عارف اهميتها ,,
ولحفظها كاملة من هنا
الأدعية.zip - 2.7 Mb
ان وجدت في موضوعي فائده ولو بسيطه أرجو ان تدعو لي ولوالدي ولجميع المسلمين الأحياء والأموات بالمغفرة والرحمة وتفريج الهمووم
موضوع أستشعرت أهميته فأحببت أن أنقله لكم