بسم الله الرحمن الرحيم
الصديق :: الندم
التوبة
***
مواقف من الحياة
تُرى طبيعية أو حتمية
فيما بعد عليها نندم
ولآ نقيّمها بنظرة عادلة منصفة
إلا بعد مضي الأيام والسنوات .
والإنسان الأصيل ذو المعدن الطيب
يعرف معنى الأسف والأسى لموقف يدرك
أنه غير منصف
ويحاول إصلاح ما أفسد
***
سعيد الحظ من لم يفته الآوان
وينجو من سياط الندم
الخطأ في التقدير
لا ينفعه فيما بعد
الأسف أو الندم
****
قال الله تعالى
(
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ
يَقُولُ
يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا
(27)
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا
(28)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا
(29)
)
***
قالوا ::
أن تندم يعني
إعتراف أن هناك فرقاً
بين الكيفية التي جرت فيها الأمور
والكيفية التي كان بإمكانها أن تجرى
لو أننا قمنا باختيار شيء آخر.
أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير والمشاعر
تصبح نشطة عندما يمر الإنسان بحالة الندم
***
هل شعورنا بالندم يجعلنا نتعلم من الموقف
فلا نخطئ مرة ثانية نفس الخطأ؟
***
الندم حالة شديدة الإجهاد
ترهق العقل والروح
ويصبح ذو فائدة اجتماعية ونفسية
إذا استطعنا إدارته بمهارة
!!
الندم
يتأمل التجربة ويفكر في الخيارات الأخرى
وبذلك يكتسب مهارة التعلم من أخطائه
أما إذا استسلم الإنسان للندم
وانغمس في تأنيب الذات وتقريعها
فلن يصيبه إلا الكآبة والإحباط.
****
ولذلك يقول نبينا الكريم
"الندم التوبة "
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ
أَنْ أَبَاهُ مَعْقِلَ بْنَ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيَّ
قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ
أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ
النَّدَمُ تَوْبَةٌ
قَالَ نَعَمْ
******
مشاعر الندم مقترنة
بسلوك ايجابي وهو التوبة
النية والعزم بعدم تكرار
ما اعتبرناه خطأ
***
إحدى الدراسات ركزت على فوائد الندم
النتيجة :: الناس يضعون الندم في منزلة عليا
في واحد من الاستبيانات، الندم في مرتبة محبّذة
وأشاروا
إلى أن شعورهم بالندم
قادهم إلى فهم أحداث الحياة
ومكنهم من إيجاد بلسم شاف لأخطائهم
***
وعرّف أحدهم الندم
الندم :: هو شعور مؤقت
ينتهي بتأمل الموقف وفهمه
حتى يستطيع العقل
ان يدرك الصواب من الخطأ
****
أعظم قصة ندم لإنسان
يقصها الله تعالى
في كتابه العظيم
القرآن الكريم
يوم القيامة
لا ينفع الندم
(
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً
(27)
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً
(28)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً
(29)}.
سورة الفرقان
نزلت هذه الآية في
عقبة إبن أبي معيط
الذي آذى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
.....
وجاء التوقيف عن أهل التفسير
منهم ابن عباس و سعيد بن المسيب
أن الظالم هاهنا يراد به
عقبة بن أبي معيط
وأن خليله أمية بن خلف
قال ابن عباس و قتادة وغيرهما :
وكان عقبة قد هم أن يسلم
فمنعه منه أبي بن خلف في المبارزة يوم أحد
وقال السهيلي :
" ويوم يعض الظالم على يديه "
هو عقبة بن أبي معيط
وكان صديقاً لأمية بن خلف الجمحي
وكان قد صنع وليمة فدعا إليها قريشاً
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأبى أن يأتيه إلا أن يسلم .
وكره عقبة أن يتأخر عن طعامه
من أشراف قريش أحد
فأسلم ونطق بالشهادتين
فأتاه رسول الله وأكل من طعامه
فعاتبه خليله أمية بن خلف
أو أبي بن خلف وكان غائباً .
فقال عقبة :
رأيت عظيماً ألا يحضر طعامي
رجل من أشراف قريش .
فقال له خليله :
لا أرضى حتى ترجع (وتؤذي رسول الله)
وتقول كيت وكيت
...
ففعل عدو الله بما أملى عليه خليله
.....
فأنزل الله عز وجل :
" ويوم يعض الظالم على يديه "
وعضه يديه ::
فعل النادم الحزين
لأجل طاعته خليله
" يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا "
في الدنيا ،
يعني طريقاً إلى الجنة
"يا ويلتى "
*******
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي
اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا
(27)
يَا وَيْلَتَى
لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا
(28)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا
(29)
****
عن أبي موسى قال:
قلت يارسول الله
المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" المرء مع من أحب " .
لا تصحبن يا صاحبي غير الوفيّ
كل امرىء عنوانه من يصطفي