أطفال الاوتيزم)
يعد التوحدية autism حالة من الحالات التي تندرج تحت الفئات الخاصة أو ذوي الحاجات الخاصة, كما أن دراستها تعتبر من الدراسات غير السهلة التي تستلزم المزيد من البحث والدقة والاطلاع والتعاون بين ذوي التخصصات المختلفة, وهي ظاهرة من الظواهر النفسية التي لابد أن تدرس بصورة متعددة الجوانب.
ويعدُ كانر (1943) Kanner هو أول من أشار إلي التوحد كاضطراب يحدث في مرحلة الطفولة. ويري ارونز وجيتنز (1992) Aarons & Gittens إن التوحد يمثل اضطرابا أو متلازمة من المظاهر المرضية الأساسية التي تظهر علي الطفل قبل أن يصل عمره إلي ثلاثين شهراً.
التصنيف التشخيصي والإحصائي للأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (1994) فيحدد للتوحد منها من الأعراض الكاملة كالتالي:
1) بدء الاضطراب قبل سن الثلاثين شهراً.
2) عدم القدرة علي الاستجابة للآخرين.
3) اضطراب شديد في النمو اللغوي.
4) أنماط كلام غريبة مثل تقليد الكلام أو قلب الضمائر.
5) استجابات غريبة لأبعاد مختلفة من البيئة مثل مقاومة التغيير أو الاهتمام الغريب بموضوعات تافهة.
6) غياب الأوهام والهلاوس وفقدان الترابط وغياب الكلام المفكك كما في الفصام.
ومن ذلك تجد الأم أو الأب في حاجة إلي شخص أساسي لدية الخبرة الكافية في مرض التوحد. فهذا هو الشخص الوحيد الذي يمكنه الإجابة علي تساؤلاتهما بصدق والعمل علي إجراء مقابلات بينهما وبين الآباء الآخرين إذا تطلب الأمر. هذا علاوة علي قدرته علي توفير النصح والإرشاد السديد بشأن أمور التعامل مع وتعليم وتوفير البرنامج المتواصل الذي يمكن أن يصل بالطفل إلي بر الأمان في المنزل أولا وفي الحضانة لاحقاً.
وبوجه عام, تساعد برامج العلاج الطفل بشكل يتركز أكثر علي النمو, هذا بالإضافة إلي إمداد الأبوين بالتجارب المثمرة والثقة في قدرتهما علي تطوير مهارات طفلهما. وهو الأمر الذي قد لا يكونان علي دراية به من قبل.
لذا, من الممكن أن تمثل الحلقات التوجيهية الحرة للآباء طريقة فعالة لعرض مثل هذه الأفكار المثمرة واكتشاف آفاق جديدة ومفيدة في التعامل مع العقبات التي يصادفونها مع أطفالهم المصابين بالتوحد, مثل تعليم سلوكيات النوم وتناول الطعام والذهاب إلي الحمام وما شابه ذلك من الأنشطة اليومية.
يفيد الالتحاق بإحدى الحلقات التوجيهية الحرة في أية مرحلة عمرية الطفل كثيراً, وبصرف النظر عن عمر الطفل, من الضروري أن نشجع الأبوين علي الاشتراك في تدريبات إثارة الذهن والتفكير. والتي عادة ما تتمثل أهدافها الرئيسية في مساعدة الأبوين علي التركيز علي طبيعة الصعوبات التي يواجهها الطفل وتقديم بعض التوقعات بشأن تطورها مستقبلا