يُسدل الستار فى تمام التاسعة والنصف مساء اليوم، الأحد، على 31 يومًا من الأشغال الكروية الشاقة، بإقامة المباراة النهائية للنسخة الـ 19 من كأس العالم، بين منتخبىْ أسبانيا وهولندا على ستاد سوكر سيتى بمدينة جوهانسبيرج.
يتحدد بطل العالم اليوم، ويكتب المنتخب الهولندى أو الأسبانى فصلاً جديدًا فى مسيرته الكروية، بارتقاء منصة التتويج، وحمل الكأس الأغلى فى العالم، للمرة الأولى فى تاريخه، حيثُ لم يسبق لأى منهما الفوز بالمونديال.
مشوار صعب
نحو المباراة النهائية قطعت أسبانيا وهولندا مشوارًا شاقًا وطويلا ومليئا بالعقبات.. الأسبان، أبطال أوروبا، أوقعتهم قرعة المونديال فى المجموعة الثامنة والأخيرة مع منتخبات سويسرا وهندوراس وتشيلى، ورغم تعثرهم فى المباراة الأولى أمام سويسرا، وهزيمتهم بهدف دون رد، إلا أن الماتادور تعافى سريعًا، ونجح فى تحقيق انتصارين متتاليين على هندوراس وتشيلى ليرتقى قمة المجموعة ويتأهل لدور الـ 16 ويواجه المنتخب البرتغالى.
لم يجد الـ"لا روخا" صعوبة كبيرة فى التأهل، لربع النهائى، وتجاوز البرتغال بهدف نظيف، ثم لعب أبناء ديل بوسكى أمام بارجواى، وتغلبوا عليهم ليحجزوا تذكرة نصف النهائى للمرة الأولى فى تاريخ مشاركاتهم فى المونديال.
أصعب مباراة لعبها المنتخب الأسبانى فى المونديال، كانت فى نصف النهائى أمام الماكينات الألمانية، التى أطاحت بإنجلترا والأرجنتين من المونديال.. ورغم قوة المنافس تمكن الماتادور من تسجيل هدف قتل به أحلام الألمان وصعد للمباراة النهائية.
على الجانب الآخر، فإن مسيرة المنتخب الهولندى نحو المباراة النهائية لكأس العالم كانت متباينة ومتذبذبة.. الطاحونة وقعت فى المجموعة الخامسة مع الكاميرون واليابان والدنمارك، وتمكن أبناء المدرب بيرت فان مارفيك من تحقيق علامة النجاح الكاملة بالفوز فى المباريات الثلاث والتأهل لدور الـ 16.
لم تواجه هولندا خصمًا قويًا فى الدور الثانى، أو منافسًا تخشى الخروج على يديه، حيث كان "الأورانيا" على موعد مع مواجهة منتخب سلوفاكيا، ليعبر بسهولة إلى ربع النهائى أمام أقوى المنافسين المنتخب البرازيلى، المرشح للفوز باللقب.
فى ربع النهائى، استدعى آرين روبين ورفاقه ذاكرة التألق، وتمكنوا من التغلب على راقصى السامبا بهدفين مقابل هدف ليصعدوا إلى نصف النهائى ويواجهوا منتخبًا لاتينياً آخر هو أوروجواى، الذى ذاق مرارة الهزيمة بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
صراع الوسط
فى مواجهة اليوم، صراع من نوع خاص فى وسط الملعب.. أسبانيا تمتلك ستارًا حديديًا قويًا ومنظمًا يحمى مرماها من غزوات المنافسين، وله أنياب هجومية، تضرب بقوة من العمق ومن الأطراف.
ونجح وسط الأسبان، الذى يعتمد على.. تشافى وأنيستا وتشابى ألونسو وبوسكويتس وبيدرو رودريجز، فى فرض إيقاع لعبه على كل المنافسين بما فيهم ألمانيا التى تمتلك خط وسط قوى وصلب، والبرتغال "برازيل أورويا".
على الجانب الآخر، فإن خط وسط هولندا، كان سببا رئيسًا فى بلوغها المباراة النهائية، ويرتكز على الثنائى نيجيل دى يونج، ومارك فان بوميل لتأمين الجوانب الدفاعية، وأمامهما ترمومتر الأداء فيسلى شنايدر، بقدراته الخاصة على الربط بين خطىْ الوسط والهجوم وتمويل ثلاثى الخط الأمامى.. ديرك كويت وربين فان بيرسى وآرين روبين.
ثغرة دفاعية
إذا كان المنتخب الهولندى يتمتع بهجوم قوى، فإن خط دفاعه يعانى من ضعف ووهن شديد، ويحتاج إلى ترميم.
قلبا الدفاع.. هايتنجا وماثيسن، ومعهما فان برونكهورست فى الجانب الأيسر، وفان دير فيل على الجانب الأيمن، ليسوا بالقوة التى تمكنهم للصمود أمام الغزوات الأسبانية.. وظهر فى مباراة نصف النهائى، ضعف دفاع هولندا أمام هجوم أوروجواى، الذى لم يلعب هذا اللقاء بكل قوته الضاربة فى غياب لويس سواريز.
هاورد ويب
يقود المباراة الحكم الدورى الإنجليزى، هاورد ويب، ضابط الشرطة السابق، الذى أدار نهائى دورى أبطال أوروبا الموسم الماضى بين إنتر ميلان وبايرن ميونيخ.
وكان الأسبان قد عبروا عن تشاؤمهم من إسناد المباراة النهائية للحكم الإنجليزى، لأنه أدار مباراتهم الافتتاحية فى المونديال أمام سويسرا وخسروا فيها بهدف دون رد.
يذكر أن أسبانيا لم تتأهل من قبل لنهائى المونديال، فى حين نجحت هولندا فى التأهل للمونديال مرتين من قبل.. 1974 و1978