[size=21]عندما تزداد الحياة صعوبة .. قد لا يجد الإنسان ملجأ يلتجئ إليه سوى شاشة الحاسب الفضية ..
قديما كان يمسك الواحد بقلمه فيكتب على أوراق متناثرة ما يسبح به خياله وتفكيره ..
ولكن في هذا الزمن العجيب قد يتثاقل الشخص مجرد حتى أن يحمل ورقة وقلما في جيبه ..
هناك شئ ما قد تغير .. لا أحد بمقدوره إنكار ذلك .. دائما نضع الزمان شماعة نلقي عليها
لومنا .. وتقريعنا .. ودائرة عتابنا .. ترى هل الزمن يتحمل ذنوبنا ؟؟.. أم أننا نعيب زماننا والعيب
فينا .. ألم يقل الرسول في الحديث القدسي ما يرويه عن ربه .. يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ..
إذن الزمن هو هو .. ليل نهار متعاقبان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
إذن ما الذي تغير ؟؟.. كيف أصبحنا بين يوم وليلة لا ننكر منكرا ولا نعرف معروفا .. إلا ما أشرب من هوانا
كيف تحول الكرم إلى غباء .. والطيبة باتت ذلا ومسكنة .. كيف أصبح سيد القوم أقبحهم أخلاقا وسجية ؟..
كيف تحول التمسك بالدين والأخلاق تشددا وكيف تحول صاحبها إلى متشدد أو متطرف يرفضه المجتمع ..
لماذا لم يعد هناك وجود للصادق الأمين .. وإذا وجد سيسخر منه أقرب الناس إليه ..
لماذا صار التعامل مجاملات .. والثناء تملقا .. والعمل مجرد تسلق على الأكتاف ؟؟..
لماذا لم يعد يأبه الناس بالقدوات الحقيقية في الحياة ؟!..
كيف صار مثلا قيام الليل مجرد مثاليات يأمر بها خطيب مفوه ثم هو نفسه ينام ولا يستيقظ إلا مع أذان الفجر ..
لمن تركنا العمل لمن ؟؟.. كيف تصدح بعض المجالس بذكر سير الأنبياء والصحابة .. ولكن إذا جاء المحك
وحصل الاختبار الحقيقي كنا أبعد الناس عن التمسك بمثلهم وقيمهم ؟؟..
أرجوكم أخبروني .. هل أنا متشائم ؟.. هل نظرتي للحياة سوداوية .. أليس ما قلته مجرد جزء بسيط جدا من الواقع ؟!..
يا إلهي سامحني يارب .. يقال إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم .. لم أقصد أن أشمت أو أدعي الكمال .. كلا والله ..
ولكنها حقيقة أخبرنا عنها الحبيب .. ( لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) ..
ولكن هناك حقيقة أخرى تغيب عن الكثير مجرد التفكير فيها .. وهي الخير في أمتي إلى يوم القيامة ..
هل لك أن تتصور أن هناك قوم قد اصطفاهم الله وجعل للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة .. من هم هؤلاء
ولماذا
استحقوا تلك الدرجات العالية ؟؟.. إنهكم أناس عاديون .. قد تكون أنت أو
أنا .. ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يطلق هذا الأجر عبثا ..
إنهم لم يأتوا إلا في زمن .. القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر .. هل تخيلت ذلك .. هل عرفت مدى صعوبة الوصول إلى هذه المنزلة ..
اعذروني أحبتي قد استطردت كثيرا بلا عنوان محدد .. ولكن سل نفسك .. وسأسأل نفسي .. لن يسألنا الله عز وجل لماذا لم ينتصر الإسلام ..
لأن هذا ليس بيدي ولا بيدك .. ولكن حتما ستتلقى هذا السؤال .. ماذا قدمت لنصرة الإسلام .. هل تخيلت حجم السؤال ؟؟.. قف واسأل نفسك ..
طيلة العشر سنوات أو العشرين تقل أو تكثر .. ماذا قدمت وماذا فعلت ؟.. ثم أترك الإجابة بينك وبين نفسك .. إن كانت هناك إجابة ..
مجرد همهمات كتبتها هنا بلا وزن ولا قافية .. سامحوني على كل ما جاء فيها .. أخوك[/size]