1- سائبة
جلست بقربي ، ونامت ، وأنـــــــا
المحبوس بين السور و مجرى النهر
سيدة في الجمـال طافحـــــــــــــــة
سائبة الماء ،على ضفافي يجــــري
مطمئنة ،وأنا المصعوق حيــــــــــن
يلامس خصرها خصـــــــــــــري
ذائبة ، والطريق إلتــــــــــــــــــواء
إن شمالا ،فاضت على حجـــــري
و أنا المقبوض قلبي في الخــلاص
أعمل فكري و لا أغفر صبــــــــري
لم أردها فاتنتــــــــــــي ، وأرادت
هتك جواري ،وافتضــــاح ستري
من أين نزلت؟ و استـــــــوطنت
جنبي ،من المريخ حطت أو قمر؟
كثلة من اللحم عائمــــــــــــــــــة
لا أظنن الدماء فيهـــــــا تسري
لا حياء يلجمها عــــــــن إثارتي
و إيقاظ الذئــــــــــــاب بصدري
تستلذني ، وأنـــــــــا ناكر هذا
الجميل في مواطـــــــــن العهــــر
الله يغفر ، فلا حيلة لـــي مــــن
فخها إلا تسليمه أمــــــــــــــــري
كهربيني ،سالبة كهربائــــــــــي
زلزليني ،وكأنك بخــــــــدري
أشعليني ، يابسة أغصانــــــــي
و رمادي منطفئ الجمــــــــــــر
إلتصقي بي أنـــــــا الغائب عنك
بعالم الفكر و الشعــــــــــــــــــر
أهرب من وجبة اللحم الحـــــرام
ذاك في الصنائع مبعث فخري
2007
************
2- حاجات لحاحة
يا صديقي ، ما عندنـــــــــا حاجات
لحــّـاحة ،عندهم سقط المتــــــــــــــاع
ليس كل ما تبصر العينــــــــــــــــــان
في يدينا ،بالسهل و المستطــــــــــــاع
فاكتفي باليسير ممـــــّـــــــــــــا أتيت
لم ينل الكثير إلا ّ طمـــــــــــــــــــــاع
يسبح فــــــــــــــي الدنيا بلا مركب
الإيمان ،يعلو،فيهلك عند القــــــــــاع
إن ذكر الإله في حضرتــــــــــــــــه
فالذكر ،مستثقل في الأسمــــــــــــــاع
هو في غنى عن سماع الهـــــــــــدى
بعد الذي إشترى حطامـــــــــــا ،وباع
بين يوم أثرى ،ومــــــــــــــن ليلتـــــه
و بنى شتى الحصــــــــــون والقلاع
كمم أفواه الرجال ، وحينمـــــــــــــــا
يقل ،فذو المال لا بد مطـــــــــــــــاع
أينما حل ، ظله سابقـــــــــــــــــــــــه
الأسياد خدامه والرعـــــــــــــــــــــاع
ما الذي أعطى للحيــــــــــــــــــــــــــاة؟
و حرصه على الدنيا المزيد انتفــــــاع
و تزلف الناس عند سبيلــــــــــــــــــه
و هو فــــــي لب أمره خـــــــــــداع
هو ابن الدنيا المدلل فيهـــــــــــــــــــا
حظوة ،ضاع في الناس مـــــن ضاع
كم تمنى مغفل عيشتــــــــــــــــــــــــه
هي لعمري منكر فــــــــــــــي الطباع
لم يحدث بأنعم الله عليــــــــــــــــــه
و حدث بالفواحش ، وأشــــــــــــــــاع
2003
*******
3- الأم
الخير على يديك أماه بحــــــر
من حنان و فيوض من وفـــــــاء
يغدق دون إنتظار جـــــــــــــزاء
و شكور و سمعة و ريــــــــــــــاء
يجزل إكراما ونبلا سماويـــــــــا
فكيف نرد فضل العطــــــــــــاء؟
في نساء الدنيا ،لأنت المـــــلاك
البشري و ما عداك إمـــــــــــــــاء
أحسبني لا زلت الوليـــــــــــــــد
عندها ، وإني كخط الإستـــــواء
أنت نبع رحمة ، حين جــــــــف
ضرع ثيب يــابس و عــــــذراء
أيتها الأم الشريفـــــــــــــة ، أنت
قبس بجوار وحـــــــي السمـــاء
كم جهدت لأجلنـــــــا ،وصبرت
العمر ضراءا تلبسينها ســــــــراء
و تدارين رحمة وتعقـــــــــــــلا
و أناة فاتت هذي النســــــــــــاء
أبدا ما غرتك هذي القـــــــــــلاد
من ذهب ،إن هي إلا أسمـــــــاء
أبدا ما عرفت ما الدرهـــــــــــم
و ما يساوي ؟أو تحفلين عنــــاء
أبدا ما نسجت مكرا أو حيلـــــــــــــة
و عشت مبرأة حـــــــــــــواء
لم يكن إلا الله فـــــــــي صدرك
و كم تمنى إيمانك الخلفـــــــــاء
و تضيق الدنيا بنا ،فإذا الفضاء
ديجور و الصباح مــــســـــــــاء
و إذا النفس بالغموم ظـــــــــــلام
تستمد من كوكبك الضيــــــــــــاء
**********2007
عزالدين بوزغايه
************************************************************************
كلمة الشاعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجدني والله المغمور سعادة حين أرى
أن اشعاري تلقى كل هذا الترحيب و الصدى
من الإخوة الكرام ،رغم أن الواحد لم ير الآخر
غير أن كلمات المشاعر الصادقة تخترق كل الحدود..
و أطمئن الإخوة الكرام في المنتدى أنني على الدرب
سائر إن شاء الله ، أما عن الإعانة الموعودة
فإنني أتعهد بشرفي أنها تكون لطباعة ما أمكن من أعمالي
قصد تحقيق الفائدة ،والله من وراء القصد ،والسلام .