- هل عندك ابن؟ أين هو و مع من يسكن؟ مع أبيه؟ و لم و جدتك الشرطة ملقاة في الشارع؟..................
- على رسلك ، على رسلك قلت سأحك لك قصتي لكن إن ساعدتني
تصمت سلمى و تبدأ في التفكير.هي متلهفة لمعرفة حكاية مليكة لحدس يقول لها بوجود أسرار خطيرة تحوم حياتها، لكنها تخشى أن لن تستطيع مساعدتها . بعد دقائق من الصمت تجيب سلمى
- أنا موافقة لكن يجب عليك أيضا أن تتابعي العلاج هنا و أن تتعرفي على بعض المرضى و أن تشتركي معنا في أنشطة توعوية لمحاربة هذا الداء
- مممممممممممممممممممممممم موافقة
تبتسمان لبعضهما
- إذن لنبدأ أريد أن أعرف كل شيء عنك منذ ولادتك
- ولدت في قرية نائية بجبال الأطلس الكبير تدعى "إفراضن" منذ تقريبا 26 سنة.تبتسم ثم تسترسل في الحذيث. يوم ولادتي كان يوم مطير حيث جرفت المياه 12 رأسا من ماشية أبي لذا كان دائما يناديني "" أُُُدمن النحس "" تعني "" وجه النحس""لم يحبني قط لا أذكر يوما قبلني أو رب على كتفي.أمي امرأة مسكينة لا تعرف في الحياة سوى الإنجاب كانت تنجب كل سنة.كنت كبرى أخواتي يكبرني أخ واحد غادر البيت في سن 12 سنة و ذهب إلى الدارالبيضاء للعمل شأنه شأن جميع شباب القرية.لم ألج قط المدرسة، فقد كانت مسؤولياتي كبيرة منذ صغري.ففي قرى مثل قريتي النساء من يعملن يقمن بكل شيء ، أما الرجال فيتمددون على الصخور و يدخنون السجائر و ينممون.
أولى مهامي كانت بسيطة غسل الأواني ، رعي صغار الغنم، جمع البيض من الخم.................و مع مرور السنين المهام تتفاقم.كنت أستيقض على الساعة الرابعة صباحا أذهب للغابة و أجمع الحطب،و لا داعي بأن أخبرك كم تبعد الغابة عن القرية . تصمت و كأنها تسترجع دكريات مريرة تضع يدعها على عينيها كأنها تمنع الدموع من السقوط ثم تردف قائلة : أعود إلى البيت لأخبز الخبز و أجهز الحريرة قبل أن يستيقظ أبي و إلا ...................بعدها أذهب إلى الحقل ، عملي في الحقل حسب فصول السنة ......بعد الظهر آخد الماشية لترعى و في المساء أحضر الماء من الغديرو هكدا دواليك.
مرت سنون طفولتي دون أن ةأشعر بها دون حتى أن ألمس معنى الطفولة، اللعب ، المرح.......كبرت قبل الأوان ،في الغدير كانت تتجتمع كل فتيات القرية .كنا لا نتحدث سوى عن الأولاد و عن "" تيري"" الحب.كنا ننتظر قدومهم في الأعياد و الصيف كما ينتظر أهالينا أمطار الشتاء.كنا نتبادل و إياهم النظرات ،الضحكات،و الكلنات السادجة. في الصيف الذي بلغت فيه 16 بدأت معاناتي الحقيقية.في هذا الصيف تعرفت على رشيد و هو شلب في 24 ،ابن القرية لكنه هاجر إلى المدينة و عائلته منذ صغره، و لم يعد قط لزيارتها حتى ذلك الصيف،كان شابا وسيما، مثقفا،كانت كل الفتيات يطقن للتحدث إليه،لكنه كان متعجرفا متكبرا.
ذات يوم و بينما كنت أجلب الماء من الغدير،اقترب مني و طلب بعض الماء ليشرب،ناولته له، شكرني ثم سألني:
- ما اسمك؟
أجبته:- مليكة
- يا له من اسم قروي،لا يتماشا و جمالك
صقت لكلامه، و في الحقيقة فرحت. ثم تركني و رحل.
بعد ذلك لم أره أو ألتقيه قرابة الأسبوع،إلى أن جاء عندي يوما و أنا في "" أدرار"" حيث أرعى الغنم .سألني:
- هل تعرفين المكان الذي تصله شبكة الإتصالات؟
أجبته بنعم فطلب مني أن أرافقه. رافقته دون تفكير،إلى أن أوصلته إلى المكان و هو صخور كبيرة بين ربوتين.سألني:
-أهذا هو المكان؟أأنت متأكدة؟
- نعم لكن جرب أولا هاتفك.
أخرج هاتفه و بعد دقيقة قال و قد رسم على شفتيه ابتسامة:
- حقا هناك تغطية.كيف لي أن أشكرك؟
ابتسمت بسداجة و قلت: لا داعي للشكر
أجابني: و كيف لا.ثم أمسكني من دراعي،جدبني إليه و لا أذكر تفاصيل ما وقع...........كما لو فقدت الوعي أو كنت مخدرة.عندما انتهى نظر إلي بنظرة قاسية أرعبتني و قال:- إن أخبرت أحدابما حدث ستندمين.و تركني و رحل.
بقيت ذلك اليوم شاردة الذهن، لا أعي ما حولي.أحاول أن أفهم فلا أجد تفسيرا،لاحظت أمي تغيري يألتني :- "" ماكمياغن أيلي؟ " مايك يا ابنتي؟لم أجبها.
لم أره في اليومين الموالين ،فقد علمت أنه عاد إلى الدار البيضاء.............
تصمت، و قد اغرورقت عيناهابالدمع، تلاحظ سلمى تغيرها،فتربت على كتفها و تقول: لا بأس يا مليكة نتمم غدا.
تبتسم مليكة و تردف:
-تعلمين؟ عندما لرأيتك في المشفى شعرت بشيء يجدبني إليك،أحببتك.
ابتسمت لها سلمى و حضنتها، بدأت مليكة تبكي،تشهق و هي تقول:
- كنت أحلم بمستقبل بسيط، أتزوج بشخص من المدينة كي أتخلص من الشقاء، أنجب فقط طفل أو طفلين،أدخلهما أحسن المدارس ليتعلما و يعلماني فيما بعد.لكن الآن مستقبلي دمر،حياتي انتهت..........وتنهار بكاء..........
تحاول سلمى تهد~تها،لكن لا جدوى، تبدأ في السعال ،تتنفس بصعوبة. تسرع سلمى لمناداة الممرضة، تعطيها هذه الآخيرة مسكن بعد لحظات تنام .
تخرج سلمى من غرفة مليكة متأثرة بقصتها الحزينة تتساْل إن كان هذا الشاب من نقل الفيروس إليها ................