أخي صاحب محل الجوال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الغالي: أعرف بأنك ما أتيت هذا المكان إلا بحثا عن الرزق ، وطلباً للمعيشة .. فأسألُ الله أن يرزقك وأن يفتح لك أبواب رزقه .. أخي البائع: جيل اليوم من الشباب والفتيات يترددون عليك بين كل لحظة وأخرى وتعرف بأن أكثرهم يبحث عن وسائل الإغراء والحرام، والنغمات المحرمة، وآخر يبحث عن مقاطع فيديو تدعو للفاحشة الرذيلة، وأحسبك يا من يريد الجنة، لا ترضى بذلك؛ لأنك لا تريد أن تتحمل أوزار غيرك، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا). كيف يقابل ذلك البائع ربه وهو قد حثّ ودعا وساعد على وجود مقطع محرم على جوالات من يأتيه، ومن يطلب منه ذلك ... فاحذر وفقك الله أن تضعف نفسك في تحميل ما هو محرم من أجل مبلغ لا يغنيك عند الله شيئا.
أخي: تأمل معي في هذه الآية، بل تفكر فيها .. بل أشعِر نفسك بأنك أنت المخاطب بها قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا والأخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} لا أظن أنه يسهل عليك أن تسير بنفسك إلى طريق الهلاك؛ من أجل ريالات قليلة، والمال المكتسب من بيع الحرام حرام وسحت لا خير فيه, وسببٌ لدخول النار، قال صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت, وكل جسد نبت من السحت فالنار أولى به).
والمال الحرام من أسباب عدم قبول الصدقة والدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا). هذا الجيل الذي يتردد عليك كل يوم أمانة في عنقك، فكن ممن يساعدهم على حفظ دينهم وحفظ أخلاقهم وقيمهم وحفظ أعراض المسلمين..
أخي الحبيب : ثق بكفايةَ الله لك! واعلم بأن الله هو الذي يرزقك وقد تقول يا أخي في نفسك سوف أفقد الزبائن، وتذكر أنّ من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والعِوَضُ أنواع مختلفة ، فإما أن يكون بمالٍ خير لك من مالك الأول، وإمّا أن يكون مالك مباركاً ولو كان قليلاً، وإما أن يدفع الله عنك من المصائب ما لا يعلمه إلا هو، وإمّا أن تُرزق القناعة وغنى القلب، وأجَلُّ ما تُعوَّضُ به: الأنسُ بالله، ومحبتُهُ، وقوة القلب، ونشاطه، وفرحه، ورضاه عنك، بارك الله في مالك وتجارتك، وأغناك بحلاله عن حرامه، ورزقك الرزق الحلال.
منقول