الجواب :
الحمد لله . أما بعد :
فالاستمناء حرام ؛ لعموم قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ () إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ () فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) فأثنى سبحانه على من حفظ فرجه فلم يقض وطره إلا مع زوجته ، أو أمته ، وحكم بأن من قضى وطره فيما وراء ذلك أيا كان فهو عاد متجاوز لما أحله الله له ، ويدخل في عموم ذلك الاستمناء باليد (العادة السرية) ، ولأن في استعمال ذلك مضارا كثيرة ، وله عواقب وخيمة ، منها : إنهاك القوى وضعف الأعصاب ، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمنع ما يضر بالإنسان في دينه وبدنه وعقله وماله وعرضه . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وأما مص المرأة لذكر زوجها أو لعق الزوج لفرج زوجته ، فإنه لم يرد فيه نص بحله أو حرمته .
لكننا نكرهه لأمور :
أولا : لأنها من الدناءة ومما تعافه النفوس المستقيمة وتأباه الفطر السوية ، ولم يعرف هذا إلا عند الكفرة .
ثانيا : أن فعل ذلك مظنة ملابسة النجاسة ، وملابسة النجاسة ومايترتب عليها من ابتلاعها مع الريق عادة أمر محرم، وقد يقذف المني أو المذي في فم المرأة فتتأذى به، والله تعالى يقول: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) أي المتنزهين عن الأقذار والأذى، وهو ما نهوا عنه من إتيان الحائض، أو في غير المأتى ، وإن لساناً يقرأ القرآن لا يليق به أن يباشر النجاسة .
ثالثا : إن كان الشرع المطهر نهى عن مس الذكر باليمين فكيف بوضعه في الفم فلا شك أنه أولى بالنهي والمنع .
رابعا : فقد ذكر بعض الأطباء أن هذه الممارسة الشاذة سبب لعدة أمراض، فإن ثبت هذا فإنه يحرم فإن الإسلام حرم الضرر . والله تعالى أعلم