تتوفر جهة الشاوية ورديغة على مليون هكتار صالحة للزراعة وعلى 40 مليون متر مكعب من الماء و تتميز بزراعة الحبوب والإنتاج الحيواني وتتبوأ المراتب الأولى في بعض الزراعات (الحبوب) وفي إنتاج اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء.
ولكنها في المقابل تعاني من عدة أمراض من بينها البطء الكبير في تنفيذ المخطط الجهوي والتركيز على كبار الفلاحين بالإضافة إلى معاناة الفلاح بالجهة من توزيع البذور والأسمدة والتأمين الفلاحي، وغياب مختبرات وخرائط فلاحية وضعف الصحة الحيوانية ومشاكل الأراضي السلالية وزحف المصانع على الأراضي الفلاحية وغياب الإرشاد الفلاحي واستقالة المراكز الفلاحية من مهامها وغياب سياسة لترويج المنتوج الجهوي (غياب معارض فلاحية) وإشكالية التعرية والبيئة بالجهة ومعاناة صغار الفلاحين من القروض. واستفحال سلوكات إدارية مرضية.
لجهة تتوفر على مليون هكتار صالحة للزراعة وعلى 40 مليون متر مكعب من الماء وأنها تتميز بزراعة الحبوب والإنتاج الحيواني وتتبوأ المراتب الأولى في بعض الزراعات (الحبوب) وفي إنتاج اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء.
ـ زراعة الحبوب تستحوذ على 680 ألف هكتار وفي إطار المخطط سيتم إنجاز 53 مشروعا بالجهة بقيمة مالية تصل إلى 1 مليار درهم.
ـ إنتاج الزيتون، سيتم غرس 40 ألف هكتار في 28 مشروعا بمعدل 12 طن في الهكتار بقيمة مالية تصل إلى 1 مليار درهم.
ـ إنتاج الخضروات وخاصة البطاطس في ثلاث مشاريع بحوالي 196 مليون درهم وإنتاج عنب الطاولة في خمس مشاريع بحوالي 110 مليون درهم.
ـ إنتاج الحليب: إن جهة الشاوية ورديغة تنتج حوالي 115 مليون لتر من الحليب سنويا وتحل المرتبة الثامنة على المستوى الوطني (6% من الإنتاج الوطني) وللرفع من الإنتاج تم إعداد 9 مشاريع بحوالي 110 مليون درهم.
مؤهلات سياحية هائلة لم تستغل بعد و19 فندقا هو كل حظ الجهة
1000 هكتار من الغابة تتلف سنويا على صعيد إقليم ابن سليمان
لابد أن هناك إلى حد ما ارتباطا عضويا بين التنمية والمستوى الاقتصادي أو لنقل مع التنمية الاقتصادية، وهي علاقة جدلية تنبني على الفعلوالتفاعل. من هنا فإن الحديث عن التنمية الشاملة بجهة الشاوية ورديغة يمر عبر الحديث عن التحولات والركائز الاقتصادية. فالقطاع الاقتصادي للمنطقة يرتكز أساس على النشاط الفلاحي وعلى الأنشطة المنجمية وعلى وجه الخصوص الفوسفاط، ولعل ما ساهم كثيرا في تكريس هذا الطابع، انكباب الدولة على إقامة المنشآت العمومية الكبرى كالسكك الحديدية لنقل الفوسفاط وتشييد السدود ونصب الأذرع المحورية لسقي الأراضي الفلاحية الشاسعة، ومن هنا نلاحظ تموقع مكونات الجهة في شطرين، خريبكة وواد زم مرتبطتين اقتصاديا بالنشاط المنجمي وسطات وبرشيد وابن سليمان تعتمد في نشاطها على الفلاحة على أن هذا لم يمنع من وجود أنشطة إنتاجية معدودة كالصناعة التقليدية وبعض الوحدات الصناعية خاصة ببرشيد
وإذا كان ما سلف ذكره هو المحدد الاقتصادي لجهة الشاوية ورديغة فماذا عن المحددات الأخرى المصاحبة أو المتفاعلة والتي تؤثث لهذا المشهد الجهوي؟!
الموقع والجغرافيا والتركيبة البشرية:
تمتد جهة الشاوية ورديغة على مساحة تقدر بـ760.16 كلم2 أي بنسبة 2,4٪ من مجموع مساحة التراب الوطني بساكنة تناهز 1.554.241 نسمة أي ما يعادل 6٪ من مجموع سكان المغرب بنسبة حضرية تصل الى 38,6٪ مقابل 51,4٪ على الصعيد الوطني، وتعتبر مدينة سطات أكبر مكون للجهة من حيث المساحة 9.750 كلم2 تليها خريبكة بمساحة 4.250 كلم2 ثم ابن سليمان بمساحة 2.276 كلم2 وتنقسم مجتمعة الى 16 جماعة حضرية و105 قروية وتحد جهة الشاوية ورديغة غربا بالدار البيضاء الكبرى وبجهة الرباط -سلا -زمور -زعير من الشمال والشمال الشرقي وبجهة مكناس -تافيلالت شرقا وجنوبا بجهة مراكش -تانسيفت -الحوز وبتادلة -أزيلال من الجنوب الشرقي ومن الجنوب الغربي بجهة دكالة -عبدة، وتتألف الجهة من قبائل أولاد سعيد وأولاد عبو وأولاد بن داوود وبني مسكين وأولاد حريز بسطات ومن بني خيران والسماعلة وبني زمور وورديغة بإقليم خريبكة والزيايدة )من أصل صنهاجة( وأولاد زيان )من بني هلال( والمذاكرة )من المعاقيل وهوارة( والأعراب )من بني هلال( وزعير )من المعاقيل( ثم زناتة وكل هذه القبائل تستقر بإقليم ابن سليمان على أن الكثافة السكانية بالجهة تبلغ 92 نسمة في )الكلم المربع( وتتميز بالتفاوت وعدم الانسجام بين مكونات الجهة حيث أن مدينة خريبكة تصل الكثافة بها الى 110 نسمة في كلم2 في حين لا تتعدى 87 نسمة بالكلم2 بسطات ولا تتجاوز بابن سليمان 78 نسمة بكل كلم2 وقد نفهم هذا إذا علمنا أن خريبكة هي الأكثر تأثرا بالهجرة القروية ولعل دواعيها وبواعثها تتجلى في توالي سنوات الجفاف والفقر والتهميش من جهة ومن جهة أخرى مغريات الجذب التي يشكلها غنى المدن المنجمية )خريبكة وواد زم(.
المحددات الطبيعية والمناخية للجهة
إن جغرافية الجهة تتشكل من تضاريس مختلفة ومتباينة لا تجانس بينها. فمن الشمال الغربي إلى الجنوب الغربي تنصب الهضاب الساحلية للشاوية ودكالة وعبدة وفي الجنوب هناك الهضبة الوسطى أو ما يصطلح عليها عادة بالهضبة الفوسفاطية والمتمركزة وسط المجال الغابوي لزعير -زيان وواد أم الربيع بالجنوب الغربي، أما عن التسمية )الهضبة الفوسفاطية( والتي تشكل في هيئة مثلث رابط بين سطات وواد زم لبروج فمرده لوجود طبقات فوسفاطية سطحية تكونت بين الزمن الجيولوجي الثاني والثالث أي خلال الفترة الممتدة من الكريطاسي إلى فترة الميوسين، أما مناخ الجهة فتتحكم فيه مجموعة من العوامل كالتيارات الهوائية والموقع من خطوط الطول والعرض ثم القرب أو الارتفاع عن سطح البحر. وعلى هذا الأساس فإن مناخ الجهة يزداد جفافا من الشمال الى الجنوب ثم تزداد الرطوبة كلما اقتربنا من المحيط الأطلنتي، على أن المناطق الداخلية يسود فيها المناخ القاري خاصة المنطقة الجنوبية حيث التساقطات المطرية ضعيفة، وعلى العكس من ذلك نسجل بالمنطقة الشمالية وتحديدا بإقليم ابن سليمان أكثر من 400 ملم سنويا، على اعتبار أن الأيام الممطرة هنا تصل إلى 70 يوم في السنة ولا تقل أبدا عن 50 يوم في حين تتراوح بين 30 و50 يوم في السنة بكل من إقليمي سطات وخريبكة، إذن فهذا كله يشكل عاملا إيجابيا من شأنه المساعدة على خلق وبلورة فلاحة جيدة ومزروعاتمتنوعة ومتطورة يبقى فقط أن نحتكم إلى جودة التربة ومدى وفرة المياه السطحية والباطنية.
الموارد المائية بين التبذير والتدبير:
تحدثنا عن المورد المائي المتمثل في مستوى التساقطات المطرية ويبقى أن نشير إلى أن الموردين الثانيين والمتمثلين في الشبكة المائية والفرشة المائية، أما الشبكة المائية فإن جهة الشاوية ورديغة تتوفر على موارد مائية باطنية هامة منها: فرشة الهضبة الفوسفاطية بخريبكة، وفرشة الشاوية الساحلية الممتدة على شكل شريط ساحلي من الواد المالح في اتجاه واد أم الربيع بمساحة تصل الى 180 كلم2 وعرضا ما بين 15 و20 كلم ثم هناك الفرشة المائية لبرشيد والمقدرة سعتها المائية ما بين 40 و60 مليون م3 وتمتد على مساحة تقارب 144 كلم2 على أن احتياطي هذه الفرشة من الماءيحدد بحوالي 2 مليار م3 وما يمكن ملاحظته بالنسبة للشبكة المائية أن أهم الأودية تتمركز بالجزء الشمالي كواد يكم والشراط والنفيفيخ والمالح وطبعا تعتمد في جريانها على الأمطار ويسجل أعلى صبيب لها خلال شهري يناير وفبراير علما أن قلة التساقطات المطرية وقلة العيون الداعمة أو انعدامها يؤثر سلبا على الإجمالية التي لا تتعدى 120 مليون م3 لأودية شمال الجهة مجتمعة، أما مناطق جنوب الجهة فتستفيد من واد أم الربيع كشبكة مائية مزودة، ويلاحظ بالنسبة للجهة انخفاض مستوى مياه الخطارات والعيون والمجاري ومرد ذلك إلى الإفراط في استغلال المياه الباطنية عن طريق الضخ المباشر الذي توجه نسبة 85٪ منه إلى السقي على أن جزءا من الفرشة المائية يوجه إلى الشرب من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالشاوية ووكالة التوزيع بتادلة والمكتب الشريف للفوسفاط والجماعات المحلية، ولتخزين بعض مياه الشبكة المائية والأمطار تتوفر الجهة على 6 سدود كبرى مجهزة 4 منها على واد أم الربيع تسقى منها الأراضي الفلاحية إضافة الى إنتاج الطاقة الكهرومائية في حين أن باقي السدود )المسيرة وإيمفوت وسيدي معاشو وزمران والمالح فتستغل لتلبية حاجيات السكان من الماء الصالح للشرب كما أن الجهة تتوفر أيضا على 19 سدا تليا منها 9 بإقليم خريبكة ولعل السائل عن هذا التمركز يجد الجواب في قلة الموارد المائية السطحية والباطنية على حد سواء بهذه المنطقة.
الفلاحة: المكون الأساس والقطاع المهيمن على النشاط الاقتصادي
إن الموقع المتميز لجهة الشاوية ورديغة وغنى ثرواتها الطبيعية وتنوعها ركائز أساسية في التنمية الاقتصادية والتي يعد القطاع الفلاحي بها القطاعالرئيسي والمهيمن على النشاط الاقتصادي ذلك أن نصف الساكنة النشيطة تشتغل به فيما تتوزع باقي اليد العاملة بنسب 33٪ و 17٪ على التوالي بقطاعي الصناعة والخدمات. إذن، فإذا كانت مساحة الجهة تقدر ب 16.760 كلم2 فإن 60٪ منها تشغل كأراضي فلاحية، أي امتداد الشريط الساحلي ما بين البيضاء والوليدية، وتهيمن عليها الفلاحة البورية التي تعتمد على زراعة الحبوب وتمثل نسبة 13٪ على الصعيد الوطني، أما المسقي منهافتتأسس كما سبق الإشارة إليه على الضخ المباشر للمياه الباطنية ومن ثمة ومنذ سنة 1984 أخص الاعتماد على تقنية متطورة اسمها الأذرع المحورية وللتأكيد على ماهية الضخ المباشر نشير أنه وببرشيد وحدها ما قدره 2200 تركز ضخ المياه لسقي 8000 هكتار ومع كل هذا يبقى المردود الزراعي متباينا حسب المناطق فمثلا اقليم خريبكة يسجل 8 قنطار في الهكتار و 25 قنطار في الهكتار بإقليم سطات و 12 قنطارا في الهكتار بابن سليمان، وبما أن الشريط الزراعي للجهة يحد شرقا بالغابة والتضاريس الجبلية الوعرة فإنه بالضرورة تم استغلالها في مجال رعي الماشية وتربيتها لتكون داعما إضافيا في المجال الفلاحي، رغم ضعفها. واقع تربية الماشية يتميز بالضعف والمدخول اليومي لايتعدى 30 درهما.
إن الوجه الآخر الذي بدونه لايستقيم الاقتصاد المرتبط بالمجال الفلاحي ونعني به تربية الماشية الذي يرفع أيضا من مداخيل الفلاح فإن إجمالي عددرؤوس الماشية التي تتوفر عليه جهة الشاوية ورديغة يقدر ب 1.333.000 رأس في مقدمتها قطيع الغنم بنسبة قد تصل الى 12;5٪ منها بإقليم ابن سليمان وحده 150 الف رأس من الغنم و 50 الف رأس من البقر و 25 الف رأس من الماعز أي ما مجموعه 225 الف رأس. وإذا كان مردود تربية الماشية لايزال يصنف في خانة الضعيف هذا إذا علمنا أن المدخول اليوم للفلاح لايتعدى 30 درهما وحسب الجهة أنها تتوفر على نوعية متميزة من الغنم تسمى »السردي والبجعدي«.
الثروة المنجمية، فوسفاط ورخام وملح
إذا كان المغرب بصفة عامة ارتبط اسمه عالميا بإنتاج وتصدير الفوسفاط فقد ارتبطت جهة الشاوية ورديغة أيضا بالفوسفاط. فعلى الصعيد الوطني تتوفر الجهة على احتياطي يقدر ب 28 مليار م3 يشكل 2/5 من الثروة الوطنية و 3/4 من الاحتياطي العالمي ويتم غسله وتجفيفه محليا بالمكتب الشريف للفوسفاط بمنطقة خريبكة ويصدر منه الى الخارج حوالي 44٪ وإذا كان الفوسفاط الثروة المنجمية المهمة بالجهة فهذا لايعني انتفاء باقي المناجم من المنطقة بل هناك البارتين والحديد بخريبكة أيضا لكن بإنتاجية ضعيفة ويبقى الملح بإقليم ابن سليمان الذي يتميز بإنتاجية مهمة علىالمستوى الوطني حيث يقدر الاحتياطي منه أو مخزونه ب 10 ملايين طن ومن قبيل الاستئناس نشير الى أنه خلال سنة 1997 تم استخراج 80 ألف طن ساهمت في خلق 85 منصب شغل وبلغ رقم معاملاتها 24 مليون درهم على أساس أن 65 الف طن تم تصديره الى الخارج.
وتساهم المقالع رغم ما تسجله من آثار سلبية من حيث الإخلال بالتوازن البيئي والمس بالطبيعة والطرق من جراء استعمالها على مدار الساعة من طرف الشاحنات تساهم إذن بالاضافة الى مواد البناء التي تساهم في تطوير القطاع بالرخام الذي يدر على البلاد العملة الصعبة على اعتبار أن جزءا مهما منه يصدر الى الخارج خاصة الأصفر منه والمستخرج من مقالع أبي الجعد وكذا رخام سيدي يحيى زعير والزيايدة بإقليم ابن سليمان وكذا رخام مناجم رياض بوكركوح بإقليم سطات.
رغم ثروات الجهة الطبيعية والمنجمية تبقى الصناعة حلقة ضعيفة
يمكن اعتبار قطاع الصناعة بالجهة ذا ارتباط بالتجمع الصناعي للدار البيضاء ولا أدل على ذلك الوضعية الحالية للصناعة ببرشيد وسطات وبشكل عام فالنشاط الصناعي بالجهة يعرف تناميا ضعيفا رغم توفر الثروات الطبيعية والمنجمية حيث لاتزيد المؤسسات الصناعية على الصعيد الجهوي عن شبه 3٪ من مجموع المؤسسات الصناعية الوطنية وعدديا توجد بالجهة 238 مؤسسة صناعية منها 165 متمركزة بسطات ويشغل هذا القطاعجهويا ما عدده 12.700 عامل بسطات. وتتنوع هذه الصناعة من الزجاج وصناعة النسيج والملابس الجاهزة وصناعة المواد الغذائية ببرشيد وسطات الى الفوسفاط والمطاحن خاصة مطحنتي خريبكة ووادزم إضافة الى صناعة القطن بواد زم إقليم خريبكة.
السياحة الحلقة المفقودة: 06٪ سرير على المستوى الوطني
رغم تنوع المنتوج السياحي الطبيعي الذي تزخر به جهة الشاوية ورديغة والذي من المفترض أن يساهم في تطوير القطاع السياحي إلا أن العكس هو الحاصل فالقطاع لايزال على طبيعته ورغم أن الجهة بمؤهلاتها الطبيعية كالشريط المائي الهائل والجميل والفضاءات الجبلية التي تشجع على خلق سياحة جبلية ناهيك عن الهكتارات العديدة من الغابة إلا أنه ومع ذلك فإن الجهة مطبوعة أكثر وفقط بالسياحة الساحلية الشاطئية الموسمية ومن بين أهم المناطق الساحلية سيدي رحال بإقليم سطات وبوزنيقة بإقليم ابن سليمان وتتكون الطاقة الإيوائية بالجهة من 19 فندقا و 740 سرير وتمثلان بالتوالي 1,2٪ بالنسبة للفنادق و 0,6٪ بالنسبة للأسرة على الصعيد الوطني.
المصادر
* وثيقة منجزة من طرف مديرية إعداد التراب الوطني )2000(
* خلاصة أعمال اليوم الدراسي )جمعية ابن سليمان الزيايدة 2001(
* إقليم ابن سليمان »الحاضر وآفاق المستقبل