الـ(DNA) هو الاسم المختصر للحامض النووي الديكسوريبوزي الذي تتشكل به الشبكة الكروماتينية لأية نواة في الخلية الحية. ويمكن أن نصفه على الشكل التالي:
يتكون جزيء الـ DNA من شريطين متقابلين ومتماسكين يلتفان حول بعضهما بشكل ظفيرة حلزونية، وكل شريط منهما عبارة عن سلسلة من النيوكليوتيدات، والنيوكلتيد الواحد يتكون من سكر خماسي وفوسفات وقاعدة نتروجينية، وتتماسك النيوكليوتيدات المتعددة ببعضها داخل الشريط الواحد بواسطة روابط قوية، يصعب فكها بين الفوسفات والسكر الخماسي ليكون سلسلة متماسكة تمثل العمود الفقري للـ(DNA).
هذا يظهر على الجانب الخارجي للشريط أما على الجانب الداخلي منه، فتوجد القواعد النتروجينية الأربع التي تتكامل مع مثيلاتها من الجانب المقابل وتتماسك معها بروابط هيدروجينية ضعيفة من السهل انحلالها، وهذه القواعد النتروجينية الأربع يمكن تشبيهها بأربعة حروف تكوّن بتتابعاتها المختلفة أبجدية الشفرة الكامنة في الـ(DNA) لكل معاني الحياة ومورثاتها، والحروف الأربعة هذه المكونة للغة الحياة والتي نستطيع أن نقرأ معاني الحياة فيها من خلال دراسة تلك اللغة قواعداً وأدباً وتاريخاً والحروف الأربعة هي: الأدنين (A) والغوانين (G) والسيتوزين (C) والثيامين (T).
ومن خلال هذا التصميم الرباني المذهل في روعته ودقته وصرامة أوامره وتوقيتاته والبناء الهندسي البالغ الحكمة، نستطيع أن نتصور أن الـ(DNA) هو أشبه بملك أخرس يقبع في عرشه المحصن ولا يغادره، ورغم هذا فهو يحمل بين تصميم هذا العرش وهندسته، كل المفردات والأسرار التي تتعلق بكافة أوجه النشاط الكائنة في مملكته، ورغم أنه لا يغادر عرشه فهو يبعث برسل يحملون أوامره وتكليفاته إلى جميع الموجودين في المملكة، وهذه الأوامر تتعلق بتنظيم كل الأنشطة التي تدور في جنبات المملكة.
وهكذا هو الـ(DNA) في معاني الحياة ومورثاتها، ملك أخرس يقبع في النواة ورغم أنه يحمل بين طياته مفردات الأبجدية ولغة الحياة متمثلة في حروفه الأربعة، فإنه لا يستطيع أن يحولها مباشرة إلى كلمات أو جمل تعبر عنه وعلى هذا وصفناه بالأخرس، ولكن خرسه مؤقت فسرعان ما يعبّر عنه في بلوغ التوقيتات أو في بناء الجينات المورثة للصفات أو في تصنيع البروتينات التي تقوم بإنجاز المهمات في مواقع أخرى بعيدة عنه.
بعد هذه الصورة للملك (DNA) وعرشه، علينا أن نتصور أن لهذا الملك المادي في تصميمه وهندسته ظلاً مماثلاً تماماً من الشعاع ومجالاته داخل الظفيرة وخارجها حيث تتعاضد هالات الكهرباء الاستاتيكية المرافقة للذرات في مواقعها في قالب هذه الأشرطة المظفورة بتصميم الحاكم القادر وتدبيره وتقديره الدقيق سبحانه وتعالى.
فكل ذرة من ذرات العناصر في موقعها إنما هي موقع هالة شحنية في شكل ثابت من أشكال مجالات الطاقة الكهرطيسية متماسكة في ظل ثابت لبناء الـ(DNA)، فعرش ظل من مجال كهرطيسي ملازم لعرش مادي لهذا الملك الأخرس، هو بمثابة حقل حسّاس جداً يحفظ الملك ويعينه على حكم تام لمملكته.
[color=magenta]إلا أن تعرض هذا الظل الشحني لإشعاع نافذ في حدود مقادير وشحنات كافية لزحزحته مغناطيسياً أو ضعضعته كهربائياً، فإن ذلك يؤثر تأثيراً بالغاً في واحدة من الوظائف التالية للـ(DNA) [color:bb08=magenta:bb08] :