حوار بعد الطلاق
الزوج:
[color=red] اعترف اني تسرعت
كان الشيطان حينها من يسيرني
ما استطعت التفكير بعد مشاجرتنا الاخيرة
قررت وضع حد لحياتنا
لم افكر حينها بأي شيء
سوى جعلك تتألمين
لكني تألمت كما تألمت
لا تستغربي
نعم تألمت كثيرا لما حصل
أوتعتقدين أن العشرة هانت علي؟
وتتساءلين
بأي قلب نطقتها؟
بقلبي الذي ما عشق سواك
بقلبي الذي أدميته بما فعلت
بقلبي الذي خاصمني مذ خاصمتك
فلا تظلميه
هو ما زال ينبض بحبك رغم جريمتي لك
وتسألينني كيف نمت ليلتي حينها؟
وهل انا نمتها؟
كنت كلما تقلبت على السرير أراك قربي بابتسامتك التي أعشقها
وكلما أغمضت عيني كيلا أراك داهمتني رائحة عطرك الذي كنت تضعينه لي
واذا ما لذت بالشرفة فرارا منك ،طاردتني ذكرياتنا الجميلة
متسائلة عن سبب خلافنا
هذا السؤال الذي لم اعرف الاجابة عنه
رغم اني حاولت العودة بذاكرتي الى ذلك اليوم
يوم جريمتي
ما اذكره من ذلك اليوم هو صراخنا
عصبيتي عليك
عنادك وعدم سكوتك
وشبح طفل صغير متسمر امام باب غرفتنا
يطل الرعب من عينيه
لكن
ما كان سبب خلافنا؟
ما عدت اذكر
ربما لتفاهته.
حياتي
كلمة ردّدتها لك ومازلت أرددها
لأنك كنت ومازلت اجمل واثمن شيء في حياتي
لأنك حياتي كلها
حياتي التي اظلمت بغروب شمسك عنها
حياتي التي انتهت بانتهاء علاقتنا.
ليتني استطيع العودة بالزمن الى الوراء
لاقطع أنفاسي قبل التلفظ بهذه الكلمة
قبل هدم بيت صرفت عمرا ببنائه
ليتني ...ليتني
لكن...ما نفع الكلام وقد صار الذي صار؟
الزوجة:
نعم ،ما نفع الكلام وقد صار الذي صار.
ما كنت أتخيّل يوما أنّنا قد نفترق
كنت أسأل الله دوما أن نموت معا
حتى لا يكون الموت سبب فراقنا
كنت لي الحياة ،والفرح.
ما كنت أشعر بطعم للحياة بدونك
ولم أحسب حسابا لهذا اليوم
أعطيتك كلّ شيء
قلبي، عمري وحياتي
توقفت عن الدراسة لأساعدك
وقفت معك جنبا الى جنب
عملت،ناضلت لأساندك
وأخيرا
تلفظني بلفظك للطلاق...
أهذا جزائي؟
لا تبرر ما فعلت
فما فعلته لا يغفره أي تبرير
أنت قتلت حبا نما في قلبي
طعنته بخنجر دون رحمة
ودون تفكير بالعواقب
لا...لا تبرر
فمهما قلت
ومهما بررت
جريمتك لن تغتفر
وضحيتك لن تعود للحياة
أنا لا أنكر أني كنت عصبية يوم شجارنا
وقد أكون تجاوزت حدودي
لكنك الرجل
الاعقل والأكبر.
الأبناء :
طلقتها ؟
أنت لم تطلقها لوحدها
بل طلقتنا معها،
كيف هنّا عليك؟
ألم تفكر بنا؟بمستقبلنا؟
هدمت بيتنا
فكّكت أسرتنا
وحرمتنا من دفء العائلة
كيف هنّا عليك؟
في السابق كنا نظن أن أسوأ شيء في هذه الدنيا هي شجاراتكما
تلك الشجارات التي كانت لا تنتهي
التي كنا نهرب من سماعها برفع صوت التلفاز عاليا
وباغلاق النوافذ كيلا يسمعها الجيران
كنا نظن انها الأسوأ
كلما لمحنا الدموع في عيني امنا
والالم على محياها
كنا نظنها الأسوأ
ما كنا لنفكر أن هناك ما هو أشد مرارة وآلاما منها
الى ان فعلت ما فعلت
فشجاراتكما ،صراخكما، بكاء أمي وآلامها
باتت نعيما أمام آلام الفراق
فرغم كل شيء
كنا عائلة
وكنا نشعر بالأمان
بدفء الام وعطف الأب
ولكن...وما نفع الكلام وقد صار الذي صار.
سامحك الله[color:3989=black:3989]