اللجوء اليك بقلمي

لم ادر لمادا كلما وقفت الايام مني موقف المدبر
و كلما تسربت التخوفات الى نفسي المسالمة.وسيطرت على فكري
هواجس القلق..الحيرة والفزع.تنكمش في دهني كل العوالم وتوصد
ابواب من حديد على كل الافاق.
لكن عالمك وافقك..يبقيان مرفأ للامل و الطمأنينة
و مزيحا للاثقال المطبقة على صدري.
لاتنفس الصعداء واشعر بالتحرر.
ألوح بيدي ولا أرفعها. واركض نحوك في لهفة دون ان اتحرك.
وتنطلق صرخة من صدري لاتلبث ان تصبح حشرجات في حلقي.
اقف في خشوع وصمت.. التمس الرحمة.
امشي و التفت ..اقف اثرها.ادقق النظر..
اتأمل.
طريقي نهج مقفر في حي مهجور.
لا يسمع فيه سوى صوت الرياح الفصلية.
تهز اركانه..
تصفع الابواب والنوافد المفتوحة في غضب..
تدفع بالاوراق والاتربة في ضيق و عجلة..وكانها تهيءلمن
سيعيد الحياة بعد القفر والوصال بعد الهجر.
و لكن شيئا في نفسي يقول عكس دلك.
احاول ان اجدك ..
ضمن دخان سيجارتي المتصاعد الواهي..او وراء باب يان
من صفع الرياح.
اسفي ..دون جدوى.
تظهرين فجأة على راس الشارع الطويل.
تلبسين فستانا طويلا ابيض . وترسلين على الكتف شعرا طويلا
اسود..
تحملين بيد ثعبانا و بأخرى جرة ماء.
تتقدمين بخطا ثقيلة و عينين زائغتين ووجه شاحب.و حين تصلين
تقتربين أكثر...تلتصقين بي .يصبح كلانا واحدا.
ينقلب ثعبانك حبلا ..يشد على رقبتي. و يخنق أنفاسي.
تنكسر جرتك على أم رأسي ويضحى ماؤها عرقا يتصبب من
على جبيني الاسمر.
وحينها أدرك أنك بلا ريب .كابوس مخيف وحلم مزعج.
وايد خشنة تعزف على اوتار قلبي دون رفق سنفونية العداب
والتمزيق.
ابتلع ريقي.أسترد انفاسي ..
أقبض على طرف ثيابك الابيض وامسح عرقي المتصبب.
استجمع قواي.أضغط بكلتي يدي على حلقك ..
تمنيت قتلك ..بل أريد قتلك..
وسأقتلك.
لكن أصابعي تنطلق دون ارادتي في لمسة رقيقة مداعبة
بشرتك الناعمة..أطراف وجهك.. صدرك ..تنزل الى خصرك.
تحضنك دراعاي بشدة.
ألقي اليك بنظرة استلطاف ..بلهفة عارمة.
تشيحين بوجهك.
يخيم الظلام في عيني .ترتعد أوصالي. يجف الريق في حلقي
وتتضاعف دقات قلبي .
أدخل يدي في صدري و أقتلع عبر اضلعي الشريان الرئوي.
أنزف بقوة..يصبح دمي نهرا. يحمل جثتي الممزقة ليلقي بها في البحر.
وتعزف المياه لحنا جنائزيا حزينا.
تطفو جثتي على السطح .أفتح عيني المحمرتين.
مازلت واقفة ..كما كنت.
تنظرين الي بفتوربالغ وصمت رهيب.
أسبح جتى الشاطئ الحزين دون عياء .
وحين وصولي اليك يتضح لي أنك عمود حجري منقوش..
من بقايا قصر روماني عتيق .
وأستفيق
وأيقن من عدم جدوى اللجوء اليك.

بقلمي

شكرا جزيلا

شكرا جزيلا

اقف في خشوع وصمت.. التمس الرحمة. ...بارك الله فيك با غالي

بارك الله فيك

مشكووور