هل تعانون من آلام الظهر؟ ربما يجدر بكم أن تبدؤوا بالمشي. هذا ما تبين من خلال بحث أجري في جامعة كاليفورنيا استمر 18 شهرا. وقد نشر الباحثون نتائج بحثهم وتبين بأنّ آلام الظهر التي كان يعاني منها 700 شخص شاركوا في البحث وكانوا يمارسون المشي السريع أو النشاطات الترفيهية على اختلاف أنواعها قلت مقارنة بغيرهم من الأشخاص المشاركين في البحث والذين مارسوا تمارين خاصة للظهر.
تعتبر آلام الظهر إحدى الأسباب الرئيسية للتوجه للطبيب للحصول على توجيه لتلقي العلاجات الطبية المكملة كالوخز بالإبر. ويوصي أخصائيو المعالجة اليدوية والعلاج الطبيعي عادة على الاستمرار في التمارين المنزلية من أجل تحسين حركة الجسم وتقوية عضلات الظهر.
المشي ثلاث ساعات في الأسبوع
وتشير معطيات جديدة بأن الفائدة من ممارسة التمارين الخاصة بمنطقة أسفل الظهر أقل مما كان يعتقد البعض، وفي ظروف معينة قد تتسبب هذه التمارين بزيادة حدة المشكلة. يقول مجري البحث الدكتور أريك هوربيتش: "تعزز النتائج التي أظهرها بحثنا هذا التوجه، وبالتالي فإنّ النشاطات الجسمانية العامة غير الموجهة بشكل خاص للظهر، أكثر جدوى لعلاج آلام الظهر". ويضيف الدكتور هوربيتش بأنّ التغيير الذي طرأ على حالة المشاركين الذين مارسوا المشي لمدة 3 ساعات في الأسبوع لم يتمثل في تخفيف الآلام التي كانوا يعانون منها فحسب، بل وفي القدرة على الحركة وتخفيف التوتر النفسي المصاحب عادة لآلام الظهر.
السبب في أن التمارين العامة من شأنها أن تساعد أكثر من التمارين المخصصة للظهر، ليس واضحا حتى الآن. وقد يكون ذلك متعلقا بزيادة إفراز الجسم للإندورفين (وهي مواد يفرزها الدماغ وتعمل كمسكنات للآلام) خلال ممارسة النشاطات الجسمانية. ويبدو أنه عندما يمارس الشخص تمارين الظهر وحدها فإن إفراز الإندورفين يكون أقل بكثير، سواء نجم ذلك عن ممارسة هذه التمارين بشكل غير صحيح أو أن هذه التمارين غير ملائمة لوضعهم.
يقول الدكتور هوربيتش، المهم أن نبقى نشيطين. ورغم أن الكثير من الأشخاص يخشون من أنّ المشي أو ممارسة التمارين الرياضية قد يزيد من حدة آلام الظهر لكن من الواضح بأن الجلوس المستمر وقلة النشاطات الجسمانية تعيق عملية الشفاء وتزيد من خطر ظهور الآلام مجددا.
ويدعو الدكتور هوربيتش الأطباء إلى تشجيع المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة على تعويد أنفسهم على نمط حياة أكثر نشاطا