السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخل حمار مزرعة رجل
وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه
كيف يُـخرج الحمار؟
سؤال محير ؟؟؟
أسرع الرجل إلى البيت
جاء بعدَّةِ الشغل
القضية لا تحتمل التأخير
أحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير و قطعة كبيرة من الكرتون المقوى
كتب على الكرتون
"يا حمار أخرج من مزرعتي!!"
ثبت الكرتون بالعصا الطويلة بالمطرقة و المسمار
ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة و رفع اللوحة عالياً
وقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر
و حتى غروب الشمس
ولكن ... لم يخرج الحمار
حار الرجل
'ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة'
رجع إلى البيت و نام
و في الصباح التالي
صنع عددًا كبيرًا من اللوحات
ونادى أولاده وجيرانه و استنفر أهل القرية
"يعنى عمل مؤتمر قمة"
صف الناس في طوابير
يحملون لوحات كثيرة
"أخرج يا حمار من المزرعة"
"الموت للحمير"
"يا ويلك يا حمار من راعي الدار"
و تحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار
وبدءوا يهتفون
"اخرج يا حمار ... اخرج أحسن لك"
والحمار لا زال حمار
يأكل ولا يكترث بما يحدث حوله
غربت شمس اليوم الثاني
وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف و بحت أصواتهم
فلما رأوا الحمار غير مبالٍ بهم رجعوا إلى بيوتهم
يفكرون في طريقة أخرى
في صباح اليوم الثالث
جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر
خطة جديدة لإخراج الحمار
فالزرع أوشك على النهاية
خرج الرجل باختراعه الجديد
نموذج مجسم لحمار
يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي
ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة
وأمام نظر الحمار
وحشود القرية المنادية بخروج الحمار
سكب البنزين على النموذج
وأحرقه!
"فكبّر الحشد"
نظر الحمار إلى حيث النار
ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة
يا له من حمار عنيد!!
ألا يفهم!؟!
"أرسٍلوا وفدًا ليتفاوض مع الحمار!!"
فقالوا للحمار: "صاحب المزرعة يريدك أن تخرج"
"وهو صاحب الحق"
"وعليك أن تخرج"
الحمار ينظر إليهم
ثم يعود للأكل
لا يكترث بهم
بعد عدة محاولات
أرسل الرجل وسيطاً آخر
قال للحمار
"صاحب المزرعة مستعد ..... "
"للتنازل لك عن بعض من مساحته"
الحمار يأكل ولا يرد
"ثلثه"
الحمار لا يرد
"نصفه"
الحمار لا يرد
"طيب"
"حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه"
رفع الحمار رأسه و كان قد شبع من الأكل
ومشى قليلاً إلى طرف الحقل
و هو ينظر إلى الجمع
فرح الناس!!
"لقد وافق الحمار أخيراً!!!!"
أحضر صاحب المزرعة الأخشاب
وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين كما اختار الحمار
وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه
في صباح اليوم التالي
كانت المفاجأة لصاحب المزرعة
لقد ترك الحمار نصيبه
ودخل في نصيب صاحب المزرعة
وأخذ يأكل!!
رجع أخونا المزارع مرة أخرى إلى اللوحات
والمظاهرات
و هذه المرة احتجاجاً على عدم الالتزام بالمواثيق
يبدو أنه لا فائدة!
هذا الحمار لا يفهم
يبدو لأنه ليس من "حمير" المنطقة
لقد جاء من قرية أخرى
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار
والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعة أخرى
و لكن، و أمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم
حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة
لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي
جاء غلام صغير ... خرج من بين الصفوف
دخل إلى الحقل
تقدم إلى الحمار
وضرب الحمار بعصا صغيرة على قفاه!!
فإذا به يركض خارج الحقل!!! ...
أكان ذلك صعباً؟
أم مستحيلاً؟
أجارنا الله من قلة الهمة ...
صاح الجميع "يا الله"!!
لقد فضحَنا هذا الصغير
وسيجعل منا أضحوكة القرى التي حولنا
فما كان منهم إلا أن قـَـتلوا الغلام
و أعادوا الحمار إلى المزرعة تجنباً للفضيحة
ثم أذاعوا أن الطفل شهيد !!