جلست
(السمحة)فى ساعات الظهر تحت شجرة (النيمه) وهى تقطع فى ورق(الخضره)...سرحت
السمحة والفنان يشدو من خلال المزياع(السمحة نوارت فريقنا ...يالعسل نشفتى
ريقنا)...
كانت السمحة (اسم)و(شكل)والتى سوف تكمل الخمسة وتلاتين ربيع
بعد اقل من شهر ...قد اتا بها حاج (احمد الرزيقى)تاجر المحاصيل (رحمة الله
عليه)قبل اكثر من عشرة سنوات عروسا وهى بنت (اربعتاشر)فى ماعرف زواجا فى
الظاهر وعزابا(فى الباطن)...يكفى ان السمحة كانت تناديه طول حياته (ابوى
الحاج)!!!....
اسكنها الرزيقى فى الخرطوم بعد ان اشترى لها منزل (ولولا
البيت لكانت الان تسكن الشارع هى وبناتها الخمسه)وكان ياتى لها مع كل
(بيعة)فى الخرطوم بعيدا عن (الحريمات التلاته)فى الجزبرة...ورزقت منه
بخمسة بنات هم كل حياتها بل انا البنت الكبيرة هى اقرب للصديقة من مقام
(الضنه)لفارق العمر البسيط....
كانت السمحة قد فقدت الاخ الوحيد(نجم
الدين )الساعد الايمن للحاج الرزيقى وكل من فضل لها بعد وفاة الوالد
والوالدة قبل سنين...فى نفس الحادث المرورى المتوفى فيه الرزيقى..فاصبحت
هى والبنات الخمسة كالمقطوعين من الشجرة بلا اهل او اصدقاء بعد ان انكر
اولاد الرزيقى (اخوت)البنات لهم...
جاهدت السمحة وكافحت وعانت ما عانت
من الاهوال حتى خرجت من فوهة المعاناه بفضل تمسكها القوى فى (الله)...فهى
زات الجمال البكر رغم (البطون الخمسه)والقوام العجيب(رغم نار الصاج
اليومى)لصناعة الكسره بغرض البيع...و(القلب الابيض)رغم الزئاب الممتد
صفاها بداية من(الجك)رجل المحلية(المجلس البلدى) وانتهاء بى(سليمان)عامل
الطاحونة...
لم تنظر السمحة طول تلك الفترة والسنين العشرةالثانية التى
اعقبت العشرة الاوله لتلك المشاعر والرغبات الانثوية المكبوته
داخلها...ولعل المضايقات الرجاليه كانت سبب اساسى فى خمود تلك الانوثه
الجامحه مع المسؤلية الكبيرة عليها..
كبرت (سميره)البنت الكبيره للسمحه
واصبحت على مشارف العام الثانى لها فى الجامعه...وكانت طالبة القانون
والصورة الكربونيه (للسمحه)شكلا ومضمون ...اكتسبت شخصية قوية من مسار
الحياة الصعبه التى خاضتها مع امها السمحة...جعلت منها فتاة محورية فى
محيط الطلاب وكانت كثير ما تاتى بهم الى المنزل وهى تفتخر
بامها(السمحة)ونضالها.....اصبحت السمحة فى نظر اصدقاء سميرة بمثابة المثل
الاعلى لهم....كان (احمد)ود العميد(على فضل)ابن الاسرة الكبيرة والممتده
من اكثر المعجبين بالسمحه ......
كانت سميره تكن اعجاب مستتر لاحمد
ولكن كانت لا تبوح له بحبها.....وتكبت كل اللحظات التى تضعف امام احمد
وكانت تفلسف تلك المواقف بان احمد هو من عليه ان يبادر بالبوح....وكانت
السمحه كثيرا ما تسالها عن احمد فترد بعناد انا واحمد اصدقاء فقط!!
كان
احمد كثير المرور على اسرة السمحه ...ونسبة للاخلاق العالية التى يملكها
الفتى كان مصدر ترحاب مقدر من كل افراد الاسرة...كانت سميرة من اكثر افراد
الاسرة سعادة بتقبل الاسرة لاحمد (الحبيب المخفى حبه)عنادا....صار احمد هو
صديق الاسرة المفضل والمؤتمن ورفيق الاسرة فى كل المشاوير الخارجيه على
قلتها.....
كان احمد يكبر سميره بعدة سنوات تقارب الخمسة اعوام وهو
خريج الزراعه اولا ثم جا لدراسة القانون بعد ان لم يجد مستقبل للزراعة فى
حياته او البلد...
(ندهت) السمحه على سميره ....نعم يالسمحه....تعالى
سميره حبيبتى...نعم ( يمه).....سميره انا لو جانى عريس تقولى(
شنو!!!)......اقول مبروك واعقد ليه طوالى دا كلام يالسمحه....ابتسمت
السمحه وهى تقول واخواتك ياسميره....اخواتى اسعد منى بالكلام دا....لاكن
يالسمحه منو( الاكل راسك) دا(وهى تضحك)......احمد ياسميره احمد.....
موضوع: السمحه ام البنات 
الخميس فبراير 04, 2010 10:25 am
