السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ على بركة الله
...
كان هناك أستاذ لا يحب أحد التلاميذ ،
وكلما جاء التلميذ إلا ووجد الأستاذ سببا لطرده من تلك الحصة ، لكن
التلميذ لم يكن يقوم بواجباته ،وقد كان
هذا سببا جيدا ليخرجه الأستاذ ، ومن دون أن يرى للآخرين ماذا فعلو... كان هذا هوالشيئ الوحي، وسبب ذلك هو أن الأستاذ شتمه أحد
الأشخاص، وقد كان معم التلميذ في ذلك الوقت ، وظنّه هو، لأنه يدرس عنده ، لكن التلميذ عرف بالأمر وشرح له ، لم يكن هو الفاعل ، لكن
لافائدة، اليوم الحصة الرابعة، ذخل التلميذ المظلوم كالعادة ،
الأستاذ : هل قمت بالواجبات؟
التلميذ : لا لأنني لم أفهم ولا شيئ وليس هناك أحد يساعدني في ذلك
الأستاذ : أخرج
التلميذ : هل أخرج وحدي؟
الأستاذ : نعم
لم ينطق التلميذ بكلمة أخرى، فخرج وهو حزين والدموع تتساقط من عينيه، والكل ينظر إليه ، لكن ماذا فعل ؟ خرج إلى الخارج فناداه بعض
الأشخاص لا يعرفونه أبدا، فحكى لهم القصة فأعطاه أحد الأشخاص سيجارة ليذخن معهم ، لكن التلميذ رفض ذلك وعاد إلى منزله،
اليوم الحصّة الخامسة ، ذخل التلميذ إلى القسم
الأستاذ : هل قمت بالواجبات ؟
التلميذ : لقد حاولت معها يا أستاذ وهذا ما قمت به
الأستاذ : ينقصك السؤال الأخير
التلميذ : ولكن.....
الأستاذ : أخرج هيا..
خرج من جديد وهو في غاية الحزن ، إلتقى بنفس الأشخاص الذين كلموه يوم أمس، فذهب إليهم وأخد السًيجارة بنفسه فبدأ يذخن بنفسه ،
وتتوالى الأيام
كل مرة يطرده، من أجل سبب بسيط، أمّا
التلميذ فكل مرة يتعلم شيئا جديدا ، بعد ذلك بدأ يشرب الخمر، فأصبح في
حالة سيئة جدا، وكل هذا بسبب
ذلك الأستاذ، الذي لم يقدر ذلك ، هذا اليوم الحصة التاسعة ذخل التلميذ إلى القسم، وهو في حالة سكر
بدأ يصرخ في وجه الأستاذ، فقام الأستاذ
بضربه ضربا شديدا ، وفي ذلك اليوم نادى الأستاذ على والديه ، وأخبرهم
بأشياء لم يفعلها، وما جعلاهما
يصدًقان الأمر ، هي حالة السّكر التي
كان عليها، لكن والداه كانا لطيفان معه، فأخداه إلى المنزل، فطلبا منه أن
يشرح لهما الأمر فحكى لهما كل
شيئ،
فقالا له : لماذا لم تخبرنا منذ البداية
؟ لكنه لم يجب، بعد ذلك أقسم ألا يكرر تلك الأعمال المحرّمة ،التي قام
بها، الحصة العاشرة ذهب برفقة والديه
فتكلما مع الأستاذ ، لكنه بدأ ينكر ، بعدها أذخل التلميذ، وفي وسط الحصة أعطاهم تمرينا ليقومو به، فقال
الأستاذ : إنهض أنت '' يقصد نفس التلميذ ''
التلميذ : ولكن يا أستاذ...أنا لم أفهم أيّ شيئ فيه ، فأنا لم أكن حاضرا فدائما تحرجني،
الأستاذ : إن لم تعرف ستخرج من جديد ولدي الحق لأن الدّرس شرحته سابقا
وقف الجميع ، هذا ليس عدلا يا أستاذ.... أنا أيضا لا أعرف أخرجني..... وأنا أيضا.... وأنا.... وأنا ....لماذا تخرجه دائما وحده ؟
فأحس التلميذ ببعض السعادة ، لكنّها لم تكن كافية ، أراد الأستاذ أن يخرج الجميع ، لكن التلميذ تكلّم قائلا :
لا تخرجهم.. لم يفعلو شيئا فأنا
السبب،فوافق الأستاذ ، فقال التلميذ : إلى اللقاء لن أعود إلى هنا مرة
أخرى ، وآمل أن تنسو كل ما حدث ،
وداعا يا
أحلى قسم ويا أحلى أستاذ، بعدها خرج من المكان مسرعا، وهو يبكي، متّجها إلى منزله ، لكن لسوء الحظ ،تعرّض لحادثة خطيرة جدا ، وصل
الخبر إلى الجميع ،الآن هو في المستشفى
وقد يموت في أي وقت ، ولما علم الأستاذ بذلك ووصله الخبر، بأن التلميذ لم
يقل شيئا في ذلك الوقت ،
الذي ظن فيه الأستاذ بأن التمليذ لم
يقل له شيئا '' إن بعض الظن إثم '' ، ولم يشتمه قط ، بل على العكس فقد كان
يشكره دائما ، فندم الأستاذ
ندما شديدا
على كل ما فعل ، فأخرج دموعا ولأول مرة
، وشعر بأنّه أحب التميليذ ، فبدأ يتخيل نفسه معه طوال الوقت ، لكن هل
سيتحقق ذلك أم لا ؟ لأن
الأستاذ قرّر الإنتحار، وذلك ما فعله،
فقد صعد إلى مكان مرتفع ورمى بنفسه، وقبل هذا كتب رسالة إعتذار،مع أنه لم
يكن متأكدا إن كان التلميذ
سينجو أم لا ، وأخيرا بعد طول انتظار
نجحت العملية، وكان التلميذ سعيدا حينها ،وبعد ذلك سمع بأن الأستاذ انتحر،
فأصيب بصدمة قوية ، فقد
حياته أيضا، وهكذا أكون قد إنتهيت .