كنت كعادتي أعمل على جهاز الكمبيوتر وفجأه بدأت بعض البرامج بالتباطؤ
وبدأت تظهر رسائل بأن الجهاز دخلت فيه فيروسات
دخلت الانترنت باحثة عن برامج حماية ومضادات فايروسات
أنزلت برنامج فوجدته لا يعمل صرت أبحث وأبحث مدة طويله
ارتحت قليلا ثم بدأت أتفكر في هذا الحال فوجدت أن القلوب مثل الكمبيوتر عندما يتعرض للفيروسات
فالقلب يُنكت فيه نكتة سوداء بتراكم المعاصي عليه إلى أن يُظلم فلا يُحل حلالا ولا يحرم حراما
كما أن هناك قلوب بشر كُثر مختوم على قلوبها
وكذلك يصبح العبد لا يُحرك شفتاه بذكر الله ولا بكتاب الله مشلول بلا حراك
قال تعالى في الحديث : " أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه "
بعد فتره من البحث في النت اشتغل جهازي كما كان في السابق
لكن استغرق فتره من الوقت والبحث عن أقوى أنتي فايروس لازالة الخلل
اكتشفت بعدها أن القلب يحتاج إلى وقت لعلاج الفيروسات والذنوب المتغلغله فيه
ولابد من معرفة برنامج الحمايه المناسب والعلاج الروحاني الذي يكون أثره قويا في القلب
فالأمر يحتاج منا أن نجرب كل الطرق لنبحث عن أفضل انتي فايروس للقلوب
فبعد البحث وجدت أن اعظم مضاد لفيروسات القلوب في قراءة آية تفك أغلال القلب عندما تدخله
لو دخلت آية قلبك وتدبرتها وتأملتها فستجد مفعولها كمفعول الأنتي فايروس للكمبيوتر
وتجعل القلب يرجع سليما من كل الشوائب
فالقلب سمي قلبا لتقلبه
يقول بعض العلماء :
إذا أردت معرفة اذا كان قلبك مريض أوميت اختبر حالك في ثلاث مواضع :
أثناء الصلاة هل أنت خاشغ أم غافل
عندما تقرأ القرآن هل تحاول الفهم أو أنك تقرأه وِرد للبركه فقط
عندما تذكر الله هل تحس بمعاني الذكر وتحس بأثر قوله تعالى : " اذكروني أذكركم "
يقول الله تعالى : "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون "
عندما تقرأه تنزل على قلبك رحمه هذه الرحمه تعتبر غسيل وتنظيف للقلب
تنزل رحمه فتنفتح العينين ويحصل التركيز والإستيقاظ من الغفله التي كانت قبل القراءه
يقول ابن القيم :
فتبارك الذي جعل كلامه حياة للقلوب وشفاء لما في الصدور
وبالجمله فلا شئ أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر
فإنه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفين
( فقراءة القرآن تورث المحبة الشوق الانابه الخوف الشكر كلها بها حياة القلب وكماله )
ذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومه ( فلا تريد أن تتحدث بلغو أو كذب )
فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها
فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآيه وهو محتاج إليها في شفائه كررها مائة مره ولو في ليله
( فنكثر مثلا من قول : " ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " )
فقراءة آيه بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمه بغير تفكر ولا تفهم
وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذَوق حلاوة القرآن وهذا كان حال السلف يصلي الليل كله بآيه
فقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم الليل بآية :
" إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم وترحمهم فإنك أنت العزيز الحكيم "
فقراءة القرآن بتفكر هي أصل صلاح القلوب فمن مضادات الفيروسات للقلوب :
* أقبِل على القرآن بحب
فالذي يحب شيئا لا يتركه فلا يمر يوم إلا ويقرأ فيه كتاب الله
ويمتع عينيه بالنظر للقرآن وكذلك حفظ كتاب الله والاحسان للإصغاء إليه
* الانكسار والتذلل لله أثناء تلاوة أو سماع كلامه
* الدعاء بخشوع وإلحاح
* عدم التعرض للفتن والابتعاد عن المغريات التي تظلم القلب
* التصدق بصدقة كبيره جدا تزيل هذا الظلام من القلب
* المسارعه بالخيرات واغتنام الفرص لازالة الذنوب
*الابتعاد عن الأغلال والأحقاد والأحساد فهي تمرض القلب
اللهم يا محيي العظام وهي رميم أحيي الايمان في قلوبنا حياة لا موت له
دمتم بود .. [b] center]