شهادات عن الأسطورة الجزائرية التي كسرت سيكولوجية التفوق لدى العدو
كشف الصادق بخوش صاحب سيناريو العقيد لطفي، أن وزارة المجاهدين أعطت الموافقة على انطلاق تصوير الفيلم الذي يتناول سيرة العقيد دغين بن علي المعروف باسم العقيد لطفي، وقال بخوش في زيارة لـ"الشروق"، إن تفاصيل سيناريو العمل تتناول شخصية البطل، مواقفه وإنجازاته منذ التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني في أواخر 1955 إلى استشهاده، كما يتطرق إلى أهم الملاحم البطولية للشهيد، وكذا عمله إلى جانب أهم قادة الثورة ورجالها من الذين كان لهم تأثير كبير في صناعة المشهد الثوري في فترة الوجود الفرنسي وبعد الاستقلالو حيث سيلتقي زعماء الثورة من الذين عملوا بالولاية التاريخية الخامسة في فيلم العقيد لطفي.
حاول الصادق بخوش من خلال تناوله للموضوع التوفيق بين مختلف جوانب شخصية العقيد لطفي أو "سي براهيم" وهي الأسماء الحركية للشهيد ذي "الكاريزما القوية"، حيث تجمع شخصيته بين الزعامة السياسية والأدبية بما له من حضور مادي ومعنوي، الأمر الذي بوأه مكانة عالية بين رجال الحركة الوطنية، كان لها أثر إيجابي في التفكير للإعداد للثورة وتفجيرها، حيث توحي تفاصيل السيناريو أن شخصية العقيد لطفي كانت تتوفر على استعدادات جبلية للقيادة، أهلته لقيادة الولاية التاريخية الخامسة ولأن يتم اختياره بعدها من قبل رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس لأداء مهام في الخارج، ويرافقه في خرجاته إلى دول عديدة كمستشار عسكري.
العقيد لطفي الرجل الوسيم والأنيق
حرص الصادق بخوش على إعطاء أهمية كبيرة للمظهر الخارجي للزعيم السياسي والثوري العقيد لطفي، الذي يوحي السيناريو أنه كان أقرب إلى الرجل المثقف المسالم منه إلى الزعيم الثوري المتمرد على العدو الفرنسي، الذي حاول سلخ أرضه، خاصة وأن الرجل كان ذا خلقة جميلة بالإضافة إلى أناقة مظهره، في حين كان الجانب العميق من شخصية البطل ينعكس من خلال قيادته للمجاهدين والتأثير عليهم، كما يظهر ذلك من خلال منازلته للعدو والخونة هذا إلى جانب ثقافته الواسعة وبعده الإنساني الذي جعله سابقا لعصره في توظيف مختلف أدوات الصراع ضد المحتل الفرنسي.
صورة المثقف الذي كان يقرأ على ضوء الشمعة
كان العقيد لطفي يولي المطالعة أهمية قصوى، حيث كانت حقيبته -حسب سيناريو الفيلم- لا تخلو من كتاب، وكان في أغلب المرات يضطر إلى نور الشموع للقراءة، وكان يجبر المحيطين به من المجاهدين على المطالعة بمن فيهم زوجته فطيمة المجاهدة التي تعرف عليها في الجبل، سعيا منه لتطوير أساليب القتال والمحاربة خاصة في ظل سياسة التجهيل التي كان يعتمدها العدو الفرنسي مع الجزائريين.
لطفي يقود مجاهدين جزائريين ويلقن الفرنسيين درسا في الحرب
يؤرخ سيناريو فيلم العقيد لطفي لأهم المعارك الثورية التي قادها العقيد لطفي ضد الاستعمار الفرنسي والتي تمثلت أساسا في العمليتين الكبيرتين التي قادهما، وتزامن تنفيذ الأولى مع موعد الإفطار في إحدى أيام شهر رمضان، حيث نجح الرجل في مغالطة العدو من خلال ارتداء الزي العسكري للفرنسيين، وحقق رفقة رفاقه انتصارا ساحقا على العدو وتمكنوا من استرجاع كمية معتبرة من الأسلحة، كما يروي سيناريو العقيد لطفي تفاصيل الهجوم الذي قاده على ثكنة عسكرية بعد أن أقنع بعض المجندين في الجيش الفرنسي من الجزائريين بالتعاون معه، حيث تمكن الزعيم الثوري من كسر أسطورة القوة القاهرة وسيكولوجية التفوق لدى المستعمر الفرنسي وتشجيع رفاقه المجاهدين على التخلص من عقدة القوة التي لا تقهر.
العقيد لطفي يلتقي زعماء الثورة
يروي سيناريو الفيلم مراحل مهمة من حياة العقيد لطفي، حيث يسرد لقاء البطل بأهم رجال الثورة من أولئك الذين لم يستشهدوا وكانوا طرفا أساسيا في صناعة المشهد السياسي بعد ذلك في جزائر الاستقلال في مقدمتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان في تلك الفترة ضابطا في الجيش في الناحية العسكرية الخامسة، إلى جانب الرئيس الراحل هواري بومدين الذي خلفه العقيد لطفي في قيادة الولاية التاريخية الخامسة، كما يسرد الفيلم لقاء بطل الفيلم برجال آخرين من الذين تعاقبوا على ولاية تلمسان والمناطق المحيطة بها على رأسهم العقيد عبد الحفيظ بوصوف، وكذا العقيد "سي سنوسي"، "سي عبد الغني"، "سي جعفر"، "سي بوزيدي"وغيرهم من رجال الكفاح.
تصوير الفيلم سيكون بعد أشهر قليلة
سيشرع فريق فيلم العقيد لطفي في عملية التصوير بعد الفراغ من كل التحضيرات، والبداية بتهيئة المواقع الخاصة بالتصوير وكذا إجراء "كاستينغ" لغرض اختيار الشخصيات التي ستجسد أدوار الفيلم، هذا إلى جانب "الكاستينغ" الذي سيتم في فرنسا، لاختيار الشخصيات الفرنسية التي ستؤدي دور الجنرال "ديغول" والجنرال "سوستال"، أما مشاهد الفيلم فستصور غالبيتها في ولاية تلمسان مسقط رأس العقيد لطفي، وبعض الولايات كولاية بشار، وهران، كما سيتنقل طاقم العمل لتصوير مدينة وجدة المغربية، ليبيا، فرنسا، تونس، مصر ويوغوسلافيا، إلى جانب إسبانيا حيث ستصور مشاهد في السجون التي مكث بها العقيد لطفي.