[SIZE="5"]
سلــ (5) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود ) [/SIZE]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن من نعم الله تعالى أن يسر للمذنبين طريق التوبة و الهداية و الرجوع إلى صراطه المستقيم..
بل من نعمه أيضا أن جعل لهم باب التوبة مفتوح على مصراعيه ، لمن أراد أن يتوب توبةً نصوحا ..
قال سيد قطب :
(
باب التوبة دائما مفتوح يدخل منه كل من إستيقظ ضميره وأراد العودة والمآب ،
لايصد عنه قاصد ولا يغلق في وجــه لاجئ أيا كان وأيا ما ارتكب من الآثام ).
الا ان هناك عوائق تقف فى طريق التوبة ومن هذه العوائق :
[SIZE="4"]عوائــــــــــــق التــــــــــــــــــــوبــــــــة[/SIZE][SIZE="3"]العائق الثاني من عوائق التوبة:[/SIZE] [SIZE="3"] استثقال التوبة واستصعاب الالتزام:[/SIZE]
وهذا من فعل الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء.. بعض الناس إذا قلت له: تب.. قال لك:
إن هذا عليّ صعب عسير..فمثلا ترى المدخن يقول: إنّ لي عشرين عاما وانا أدخن.. أنا أنوي التوبة من التدخين..
ولكن كيف اتوب وقد تسرب هذا السم الى جسمي وصرت لا أستطيع التخلص من أسره..؟؟
ويقول لك آخر: إنني مذ عرفت عيناي الرؤية وأنا أنظر الى النساء.. فكيف أتوب وآخر: كيف أنتهي عن الكذب والنميمة..؟؟
ورابع يقول: إنني طوال حياتي أرسم للناس صورة خيالية عن نفسي ولا أستطيع أن أهدم تلك الصورة الآن..
إنهم وفي قرارة أنفسهم يعلمون أنهم مخطئون.. ولكنهم يحتجون أو يتبججون..
فيقولون.. إنّ الملتزمين قد حرموا كل شيء.. السجائر.. الخمر.. الموسيقى... الشم.. الهيروين.. كلّ هذا حرام.. فما بقي لنا..
سبحان الله العظيم.. فكيف السبيل للتحاور مع هؤلاء.. كيف تقول لهم إنّ الحرام أشياء معدودة
وهو ما حرمه الشرع ولم يحرمه الملتزمون.. أما الحلال فلا سبيل الى حصره..
[SIZE="3"]إننا نتناسى أن الأصل أن تعيش لله وبالله...
ولا تستثقل الالتزام مثل أن تقوم لتصلي الفجر في حين تعودت أن تنام حتى الظهر..[/SIZE] ألا ترى أنه من الخسران أنك قد حولت ليلك الى نهار.. ونهارك الى ليل.. هذا في حين يقول خالقك في كتابه العزيز:
{
وجعلنا الليل لباسا* وجعلنا النهار معاشا} [النبأ: 10 -11] وقال:
{
من إله غير الله يأتيكم بليل فيه تسكنون} [القصص: 72].
فالليل سكون.. وأنت قد قلبت السكون الى ضجيج وموسيقى.. وعشت ليلك نهارا..
عندها لن يكفيك نوم النهار كله.. ولكن إذا حاولت ضبط نفسك.. فتنام مبكرا وتستيقظ مبكرا.. كما قالت أم المؤمنين عائشة:
عجبت لمن ينام عن صلاة الضبح كيف يرزق..؟ فبعد صلاة الصبح تقسم الأرزاق..
أنت تنام ولا تصلي والله يرزقك..
[SIZE="3"] ألا تخجل من نفسك..؟! تعصي الله وهو يمهلك..
[/SIZE]والسؤال الآن: كيف يمكن الخلاص من استثقال التوبة واستصعاب الالتزام..؟
عليك الآن بالآتي:
[SIZE="3"]
1- دفع التسويف:[/SIZE]
[SIZE="3"]فورا وبلا تردد.. والتوبة بادي الرأي.. ألا تفكر قبل أن تتوب... وأن تسلم لله سبحانه وتعالى..[/SIZE]إنّ أحدهم إذا قلت له: تعال لتصلي العصر قال لك: سوف أصلي ركعتين استخارة أولا.. فيم تستخير..؟ وعلام..؟
إن الواجب عليك أن تتوب.. الآن وبلا تسويف.. فإنّ التوبة فرض.. واجب.. هل تفكر ما إذا كنت تتوب أم لا..؟
إنّ هذا كمن يستفتي الناس فيما شرع الله هل صحيح أم لا؟
إنها أومر الله.. وقد هداك النجدين.. إما أن تطيع أو أن تعصي.. فهل ستطيع أم أنك ستعصي..
واعلم أنّ أول علاج لاستثقال التوبة واستصعاب الالتزام هو دفع التسويف فورا.. وتحرير النية.
[SIZE="3"] 2- الصدق مع الله:[/SIZE][SIZE="3"]إذا صدقت مع الله فسيعوّضك الله خيرا مما تركت.. فمن ترك العمل في البنوك الربوية لله روقه الله من حيث لا يحتسب..[/SIZE]فسبحانه الذي يطعم ولا يطعم.. وهو الذي قال:
{
وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون* ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون
* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 56-58].
وسبحانه قال:{و
في السماء رزقكم وما توعدون* فوربّ السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} [الذاريات: 22- 23].
وعز من قائل:{
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها، كلّ في كتاب مبين} [هود :16].
أتخاف أن يجيعك الله..؟ وأنت لا تنظر ماذا قدّمت.. ماذا فعلت من عمل لأجله..؟؟
يجب عليك أولا الصدق مع الله..
أصدق الله يصدقك.. تب لله صادقا يكفيك كلّ ما أهمّك..
{
ومن يتق الله يجعل له مخرجا*ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق:2-3].
واعلم أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته..
[SIZE="3"]3- التبرؤ من الحول والقوة:[/SIZE]أن تتبرأ من كل حول وقوة.. وأن تستشعر الإعانة والمعية.. وحسن الظن بـ الله سبحانه وتعالى..
إنّ كلّ صعب بحول الله وقوته يصير سهلا.. فإذا استعنت بالله أعانك.. والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء..
فهو قادر على أن تبيت وأنت تحب المعاصي وتصبح وأنت تكرهها.. وما يدريك..
إنّ التبرؤ من الحول والقوة أن تدع حولك وقوتك.. عزيمتك وهمّك وأن تستعين بالملك القادر.. القاهر.. أن تستعين به..
لما هدّد شعيب:{
[SIZE="3"]قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنّك ياشعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا،
قال أولو كنا كارهين* قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجّانا الله منها،
وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا، وسع ربنا كل شيء علما، على الله توكلنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين[/SIZE]}
[ الأعراف: 88-89] هكذا تتبرأ من الحول والقوة بقول على الله توكلنا...
انتهت القضية.. اصنعوا ما شئتم قالها نوح من قبل
{
فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا اليّ ولا تنظرون} [يونس:71].
وقالها هود عليه السلام:{
فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون* إني توكلت على الله ربي وربكم} [هود:55-56].
كما قلنا من قبل إن نواصينا ونواصي أعدائنا في يد ملك واحد.. في يد رب واحد.. يصنع بنا وبهم كيف يشاء..
لذلك تبرأ من حولك وقوتك واستشعر معية الله {
وهو معكم أين ما كنتم } [الحديد:4]
بعلمه وإحاطته وحوله وقوته معك
[SIZE="3"] أيها الأحبة في الله:[/SIZE] لاستشعار المعية انظر وقارن بين قول الله عز وجل:
{
أرأيت إن كان على الهدى
* أو أمر بالتقوى* أرأيت إن كذّب وتولّى* ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق: 11-14].
في مقابلها لما قال موسى عليه السلام لربه:
{
قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى* قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}
[طه: 45-46].
قارن بين الآيتين: في الأولى{
ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق:14] على سبيل التهديد والوعيد،
وفي الأخرى على سبيل تثبيت القلب وإطمئنانه والركون إليه وصدق اللجوء إليه..
في حال المعصية تتذكر:{
ألم يعلم بأن الله يرى}
[SIZE="3"] أي سينتقم إن لم ترجع في الثانية حال كونك تتوب تتذكر[/SIZE]{
لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} معية رحمة وإعانة وتوفيق وتسديد وهداية..
[SIZE="3"]من كلمات التائبين [/SIZE]• كنت أبكي ندما على ما فاتني من حب الله ورسوله.. وعلى تلك الأيام التي قضيتها بعيدة عن الله عز وجل.
[SIZE="3"](إمرأة مغربية أصابها السرطان وشفاها الله منه).[/SIZE]• نعم لقد كنت ميتا فأحياني الله ولله الفضل والمنة.
[SIZE="3"](الشيخ أحمد القطان).
[/SIZE]• وقد خرجت من حياة الفسق والمجون .. الى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار.
[SIZE="3"] (رجل تاب بعد موت صاحبه).[/SIZE]• وختاما؛ أقول لكل فتاة متبرجة.. أنسيت أم جهلت أن الله مطلع عليك؟! أنسيت أم جهلت أم تجاهلت
أن جمال المرأة الحقيقي في حجابها وحيائها وسترها؟!
[SIZE="3"](فتاة تائبة).[/SIZE]• كما أصبحت بعد الالتزام أشعر بسعادة تغمر قلبي فأقول: بأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل مني التزاما أن يكون أسعد مني..
ولو كانت الدنيا كلها بين عينيه.. ولو كان من أغنى الناس.. فأكثر ما ساعدني على الثبات ـ بعد توفيق الله ـ
هو إلقائي للدروس في المصلى، بالإضافة الى قراءتي عن الجنة بأن فيها ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت..
ولا خطر على قلب بشر.. من اللباس والزينة.. والأسواق والزيارات بين الناس.. وهذه من أحب الأشياء الي قلبي..
فكنت كلما أردت أن أشتري شيئا من الملابس التي تزيد عن حاجتي أقول: ألبسها في الآخرة أفضل.
[SIZE="3"]( فتاة انتقلت من عالم الأزياء الى كتب العلم والعقيدة).[/SIZE]وفي ختام حديثي أوجهها نصيحة صادقة لجميع الشباب فأقول: يا شباب الاسلام لن تجدوا السعادة
في السفر ولا في المخدرات والتفحيط..
[SIZE="3"]لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة..[/SIZE] في خدمة دين الله، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
ماذا قدمتم ـ يا أحبة ـ للإسلام؟ أين آثاركم؟ أهذه رسالتكم؟
شباب الجيل للإسلام عودوا فأنتم روحه وبكم يسود
وأنتم سر نهضته قديما وأنتم فجره الزاهي الجدي
[SIZE="3"]همســـــــة[/SIZE]النفس تركن الى اللذيذ والهين.. فعلمها التحليق.. تكره الاسفاف.. علمها العز.. تأنف من الذل.. عرّفها الرب..
تستوحش من الخلق... نفسك هي دابتك التي تحملك الى الله.. عرّفها الطريق. تنقاد..
أبدا في معاتبتها وتقريرها بما صنعت من المعاصي.. لتنكسر لله..
وقل لها :
ويحك يا نفس.. بادري بالتوبة فقد أشرفت على الهلاك.. اقترب الموت.. وورد النذير فمن ذا الذي يصلي عنك بعد الموت..
من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت.. من يترضى عنك ربك بعد الموت..
ويحك يا نفس مالك إلا أيام معدودة وهي بضاعتك إن أتجرت فيها فزت.. ويحك يا نفس..
قد ضيّعتي أكثر رأس المال فلو بكيتي بقية عمرك على ما ضيّعت فيها لكنت مقصرة في حق نفسك..
فكيف يا نفس.. إذا ضيّعت البقية وأصررت على المعاصي..
اما تعلمين أن الموت موعدك.. والقبر بيتك.. والتراب فراشك.. والدود أنيسك.. والفزع الأكبر بين يديك... يا نفس إن يوما من عمرك لو بيع منهم بالدنيا وما فيها لشروه.. ولو قدروا عليه وأنت تضيعين أيامك في الغفلة والبطالة
ويحك يا نفس.. اما تخافين.. أما تخافين
{
كلا إذا بلغت التراق* وقيل من راق* وظنّ أنّه الفراق* والتفّت الساق بالساق* الى ربك يومئذ المساق* فلا صدّق ولا صلى
* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب الى أهله يتمطى* أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى} [القيامة: 26-35].
ويحك يا نفس.. أما تخافين أن تبدو رسل ربك منحدرة إليك بسواد الألوان وكلح الوجوه.. وبشري العذاب..
أما تخافين؟
أما تذّكرين..؟
هل تذكرين..؟هل ينفعك ساعتها الندم..؟أو يقبل منك الحزن..؟أو يرحم منك البكاء..
ويحك يا نفس.. ويحك يا نفس.. تعرضين على الآخرة وهي مقبلة عليك... وتقلبين عن الدنيا وهي معرضة عنك..!
يا نفس.. كم مستقبل يوما لم يستكمله..؟
وكم من مؤمل غد لم يبلغه..؟ وتشاهدين في ذلك الموتى ولا تعتبرين..
يا نفس كيف أقول لربي غدا إذا سألني عن عملي..؟
ووضح لي طريقي..؟
إذا نلت كتابي بشمالي..؟
ونادى ربي يوم القيامة وقد غضب غضبا شديدا لم يغضب مثله قط.. ولن يغضب بعده مثله..!
[SIZE="3"]تب الان مازال الباب مفتوح [/SIZE]وتابعونا فى الحلقة القادمة بمشيئه الله
مقالات سابقة تابعه للسلسلة :
☆★☆★
سلــ (1) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )سلــ (2) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )سلــ (3) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )سلــ (4) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )