ماذا تعرف عن الفراشة
الفراشة النحاسية تقف على زهرة لتمتص الرحيق بخرطومها الأنبوبي الطويل. تتغذى معظم الفراشات المكتملة النمو بامتصاص الرحيق. ويتكوّر خرطومها في حالة عدم استعماله.
حجم الفراشات يتباين كثيرا. فالفراش المسمى جناح طائر الملكة ألكسندرا من أضخم الأنواع، إذ يزيد حجمه 25 مرة على الفراشة المسماة الزرقاء القزمة الغربية.
اليسروع يتغذى بالنباتات حتى يصل إلى أقصى حجم له وهو الموضح بالصورة أعلاه ـ ثم تشكل اليرقة شرنقة تتحول بداخلها اليرقة الدودية الشكل إلى فراشة جميلة.
الفراشة واحدة من أجمل الحشرات قاطبة، ولذا فُتن الناس بجمال أجنحتها الرقيقة ذات الألوان الجذابة. وكان جمال هذه الفراشة مصدرًا من مصادر إلهام الفنانين والشعراء، واستحوذت هذه الحشرة الجميلة على مساحة واسعة في المعتقدات الدينية عند بعض الشعوب القديمة، حيث كان قدماء الإغريق يعتقدون أن الروح تغادر الجسد بعد الموت، على شكل فراشة، ولذا كانوا يرمزون للروح بفتاة لها أجنحة فراشة تسمى بسيشه.
تعيش الفراشات في كل أنحاء العالم، ولكن أكثر الأنواع توجد في الغابات المدارية المطيرة. وتعيش أنواع أخرى من الفراشات في الحقول والغابات كما يعيش بعضها على قمم الجبال الباردة والبعض الآخر في الصحاري الحارة. ويهاجر كثير من الفراشات لمسافات طويلة لقضاء الشتاء في المناطق الدافئة.
يوجد نحو 20,000 نوع من الفراشات، أكبرها فراشة جناح طائر الملكة ألكسندرا، التي تعيش في بابوا غينيا الجديدة، ويبلغ طول جناحيها 28سم. ومن أصغر الفراشات، الفراشة القزمة الزرقاء الغربية التي تعيش في قارة أمريكا الشمالية، ويبلغ مدى جناحيها ما يقرب من سنتيمتر واحد. وتتلون الفراشات بكل ما يمكن تخيله من الألوان؛ فقد تكون ذات ألوان زاهية أو باهتة أو براقة ومنسقة، وبأنماط خيالية باهرة.
وتُكوِّن الفراشات والعُثَّات معا مجموعة من الحشرات تُسمى: حرشفيات الأجنحة، ويشير الاسم إلى وجود حراشف ذُرُورية تغطي الجناحين في كل من الفراشات والعثات. ولكن الفراشات تختلف عن العثات في العديد من الصفات المهمّة التي من بينها: 1- تنشط معظم الفراشات نهارًا بينما تنشط معظم العثات عند الغسق أو بالليل. 2- يوجد لدى معظم الفراشات عقد في النهاية الطرفية لكل من قرني الاستشعار. أما قرنا الاستشعار في العثة فليس بهما مثل هذه العقدة 3-لمعظم الفراشات جسم نحيل غير مغطَّى بالشعر، أما معظم العثات فذات أجسام ممتلئة، ومغطاة بما يشبه الفرو 4- تخلد معظم الفراشات للراحة وأجنحتها منتصبة أعلى الجسم بينما ترتاح معظم العثات وأجنحتها منبسطة.
تبدأ الفراشة حياتها بيضة صغيرة جدا، ثم تفقس لتخرج منها يرقة اليسروع التي تقضي معظم وقتها في الأكل والنمو ولكن جلدها لا ينمو، ومن ثم فعليها أن تخلعه، وتجدِّده بجلد أكبر حجمًا من سابقه. وبعد أن يكرِّر اليسروع هذه العملية عدة مرات، فإنه يبلغ أقصى حجم له، فيتحول إلى شرنقة أو قشرة واقية. وتجري داخل الشرنقة تغيرات محيرة، إذ تتحول اليرقة الدودية الشكل إلى فراشة جميلة المنظر، ثم تنشق القشرة فينفتح الطريق أمام الفراشة اليافعة، فتخرج منها. وفور خروجها تفرد أجنحتها وتطير باحثة عن الأليف بغرض التناسل والتكاثر وإنتاج جيل آخر من الفراشات.
وليساريع الفراشات أجزاء فم قارضة تستخدمها في قضم أوراق النباتات، والأجزاء الأخرى للنباتات، ولذا تعد بعض اليساريع من الآفات، لأنها تدمر المحاصيل. وأكثر تلك الآفات هو يسروع فراشة الكرنب البيضاء، الذي يتغذى بمحاصيل الكرنب، والقرنبيط، والنباتات الأخرى القريبة الصلة من الكرنب.
أما الفراشات المكتملة النمو فلديها أجزاء فم ماصة، وتتغذى برحيق الأزهار. ولذا فهي ليست ضارة بالمحاصيل بل هي على نقيض ذلك نافعة حيث إنها تساعد على تلقيح الأزهار، إذ تلتصق حبوب اللقاح بجسمها عند وقوفها على الأزهار لامتصاص الرحيق. وتنتقل حبوب اللقاح إلى زهرة أخرى تغشاها الفراشة نفسها لأخذ الرحيق منها.
منقول