بعد موجة انفراد النجوم الشباب بأفلامهم التي بدأت بعد فيلم «إسماعيلية رايح جاي» (1995)، قرّر هؤلاء الخروج من شرنقتهم والانفتاح على زملائهم النجوم وحتى على الكبار منهم، جاءت هذه الخطوة في محاولة للخروج من الأزمة الخانقة التي تعانيها الصناعة السينمائية منذ سنوات والتي يدّعي كثر بأنها نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، فيما أن أسباباً أخرى محلّية أوقعتها في حالة الاحتضار.
يبدو أن المنتجين استحسنوا الفكرة وشجّعوها، باعتبار أنها قد تحقق لهم أعلى الإيرادات. ضمن هذا الإطار، يجتمع أحمد عز وأحمد السقا للمرة الأولى في فيلم «المصلحة». عادل إمام وفتحي عبد الوهاب وأحمد رزق ونيللي كريم ورانيا يوسف في فيلم «الزهايمر»، كتابة نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة. أحمد السقا وخالد صالح وغادة عادل في «إبن القنصل»، إخراج عمرو عرفة. نيللي كريم وبشرى يلتقيان للمرة الأولى في «789»، كتابة محمد دياب وإخراجه...
تعيد فكرة اجتماع النجوم في عمل فني واحد إلى أذهاننا أفلام الزمن الجميل من بينها: «لا أنام» الذي شارك في بطولته عمر الشريف وفاتن حمامة وهند رستم ومريم فخر الدين ويحيى شاهين ورشدي أباظة، وغيره من الأفلام التي ضمّت نجوم السينما من الأجيال المختلفة، ما حال دون وقوع الصناعة في أزمة كالتي نعيشها اليوم.
حسابات
حول هذه الظاهرة، يوضح المنتج محمد السبكي أن النجوم الشباب انفردوا بالبطولة ولم يستعينوا بالنجوم الكبار ولا حتى بأبطال آخرين ما أدى إلى حالة من الانغلاق، وهذا ما تم تفاديه في الفترة الأخيرة من خلال المنتجين الذين حرصوا على الجمع بين أكثر من نجم في عمل واحد. يتوقع السبكي أن تؤثر هذه الخطوة إيجاباً على صحوة الصناعة.
بدوره، يرى المنتج محمد العدل أن هذه الخطوة تحتاج إلى تكاتف شركات الإنتاج لإنعاش الصناعة، ويتمنى أن تساهم في حل الأزمة. يضيف العدل: «سبق أن نفّذت شركة «غود نيوز» هذه الفكرة لكنها فشلت لأنها لم تكن محسوبة بدقة، فقد جمعت كبار النجوم في أفلام: «حسن ومرقص» و{عمارة يعقوبيان» و{ليلة البيبي دول»، لكنها لم تنجح في إنعاش الصناعة بل ساهمت في تخريبها لأن الشركة فتحت باب المزاد على أجور النجوم ولم تفكّر في صالح صناعة السينما. في هذا الإطار، يوضح المخرج سامح عبد العزيز أن أفلام مثل «كباريه» و{الفرح» التي شارك فيها نجوم كبار ساهمت بالفعل في إنعاش الصناعة، لذا يتمنى أن تستمر حماسة المنتجين لها لإعادة إحياء صناعة السينما.
خطوة محبّبة
يعرب الممثل خالد صالح عن سعادته بدوره في فيلم «إبن القنصل»، ويرى أن عودة النجوم إلى العمل سوياً خطوةٌ محبّبة في العالم كلّه ومهمّة على مستوى الصناعة.
يضيف صالح: «على الفنان أن يفكر في الصالح العام قبل مصلحته الشخصية». وحول دوره في «ابن القنصل»، يشير إلى أنه تحمس له لأنه يؤدي فيه دور رجل تجاوز عمره الستين ويحمل في شخصيته نقلات فنية تغري أي ممثّل لتجسيدها.
أما عن تعاونه مع أحمد السقا في فيلم واحد، فيؤكد صالح أنه سبق أن تعاونا معاً ولا توجد لديه عقدة النجوم لذا لا يرفض العمل مع نجوم الصف الأول.